(للقَلْبِ مَا اخْتَارَه)
مَا لِي وَمَا لِصَبَايَا الْأَهْلِ وَالْحَارَةْ؟
لَا اختَرْتُ لَيْلَى وَلَا مَايَا وَلَا سَارَةْ...!
فِي كُلِّ يَومٍ وَلِي مِنْ قَولِ وَالِدَتِي
عَرَوسَة تَرتَجِي قُربِي كَمَا الجَارَةْ
أُمَّاهُ، قَلْبِي بِأُخْرَى صَارَ مُرْتَبِطًا
وقَدْ رَضَيْتُ بِمَا قَلْبِي قَدِ اخْتَارَهْ
تِلْكَ الَّتِي أَذْهَلَتْ عَيْنَيْكِ سَيِّدَتِي
وَقُلْتِ عَنْهَا: تُسَاوِي أَلْفَ سَيَّارَةْ!
تِلْكَ الَّتِي صَوْتُهَا يُشْفِي؛ فَقُلْتِ لَهَا:
لَا تَخْجَلِي يَا ابْنَتَي أَهوَاكِ ثِرْثَارَةْ!
تِلْكَ الَّتِي كُلَّ يَوْمٍ تُخْبِرِينَ أَبِي
عَنْهَا؛ فَغِرْتِ وَمَا أَكْمَلتِ إِخْبَارَهْ
تِلْكَ الَّتِي أَحرَجَتْهَا جَارَتِي؛ فَإِذَا
تَرَاقَصَتْ هَدْهَدَت فِي الطُّودِ أَحْجَارَهْ
تِلْكَ الَّتِي قِيلَ عَنهَا حُلوَةٌ نَضِجَتْ
مِنْ سُكِّرٍ وَسَقَاهَا الشَّهْدُ أَزْهَارَهْ؟!
أَتَذْكُرِينَ نِسَاءَ الحَيِّ حِينَ بَدَتْ
«قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ»؟ الصِّدق جَبَّارَةْ!
وَحِينَ حَصَّنْتِهَا مِنْ كُلِّ نَاظِرَةٍ
وَقُلْتِ: غَطِّي فَإِنَّ النَّفْسَ أَمَّارَةْ
مِنْ حُمْرَةِ الْوَرْدِ حِينَ ازْدَانَ لُؤْلُؤُهَا
وَحِينَ فَكَّ الْقَمِيصُ الْحُلْوُ أَزْرَارَهْ
فَعِنْدَمَا كَشَفَتْ عَنْ سَاقِهَا سَطَعَتْ
شَمْسٌ، وَكَانَ غِنَاء الكَعبِ قِيثَارَةْ
وَعِنْدَمَا زَيَّنَتْ بِالشَّعْرِ طَالَعَهَا
بِدُونِ قَصْدٍ؛ أَبَاحَ الْحُسْنُ أَسْرَارَهْ
هِيَ الَّتِي اخْتَرتُهَا، مَا رَأْيُ سَيِّدَتِي؟
مُحْتَارَةٌ، وَجَمِيعُ النَّاسِ مُحْتَارَةْ!
حَدَّثتُ وَالِدَهَا: أَنِّي رَغِبْتُ بِهَا
عَلَى الْحَلَالِ، فَقَالَ: اللَّه وَالْغَارَةْ!
خُطَّابُهَا كُلَّ يَوْمٍ، كَيْفَ أُقْنِعُهُمْ
بِأَنَّهَا طِفْلَةٌ بِالدَّمعِ هَمَّارَةْ؟!
فَقُلْتُ: يَا عَمّ لِي فِي قَلْبِ طِفلَتِكُمْ
إِشَارَة وَلَهَا فِي خَافِقِي شَارَةْ
فَرَدَّ مُبْتَسِمًا: يَهْنَاكَ يَا وَلَدِي
لَكِنْ حَذَارِي مِنَ الْأَيَّامِ غَدَّارَةْ!
فَقُلْتُ: فِي الْعَيْنِ مَأْوَى بِنْتِكُمْ، وَلَهَا
فِي الْقَلْبِ بَيْتٌ، وَفِي الْأَحْضَانِ نَوَّارَةْ
فَهَلْ رَضِيتِ؟ نَعَمْ، يَا سَاكِنًا كَبَدِي
فَكَيْفَ أَرْفُضُ مَنْ قَلْبِيْ قَدِ اخْتَارَهْ؟!
الشامخ نايف
التعليقات على الموضوع