إِلاَّ مُــحــمَـد.. ﷺ..الشاعرهيثم محمد النسور
إِلاَّ مُــحــمَـد.. ﷺ
يـا واسِنَ الطَرفِ جَفـني منك ما رَقَدا
أَقـصِـرْ، فـجَـمـرُ فـُؤادي بَعـدُ ماخمَـدا
أَذكيتَ نارَ الجَّوى في القلبِ ما بَرِحَتْ
بِـمُـهـجَــتـي، ولَــظـاهــا أَجَّ واتَّــقَـــدا
أَضرَمتَ شُعـلَةَ وَجـدٍ هيَّـجَت شَجَني
فَـصـبَّ طَرفي نَفـيسَ الدَمعِ ما هَمَدا
قد شَفَّني الوجدُ حتى باتَ يفضَحُني
نُـحـولُ جـسـمـي، كـأُمٍّ فـارقـَتْ ولَـدا
يـالَـيـت لِـي بِـجَـنـاحٍ كـي أَطـيـرَ بــه
لـرَوضـةِ المصطفى فالـصَبـرُ قَـد نَفِدا
إِنَّـا إِلـى الـلَّـهِ يَـوم الـحَــشرِ مَرجِـعُنـا
مـيـزانُـهُ الـقِـسـطَ لايَـظـلِـم بـه أَحـدا
بُـؤساً لـنفـسٍ تَراختْ في استِقامتِـها
تـبـغـي نـجـاةً، ولـم تَـنـهَـج لها رَشَـدا
يا ربُ لاحُـجَّـةً نـرجـو الخَـلاصَ بـهـا
يـومَ الـتَـغـابُـنِ والـمـيـزانُ قـد عُـقِدا
إِلاَّ مُــحــمَـدَ، أَو لُــطــفــاً تَـجــودُ بــِه
لانَـبـتَـغـي غـيـرَ ظِـلِّ الـلَّـهِ مُـلـتَـحَدا
فـمـا استَـجــرتُ بِـهِ مِـن ضُـرِّ عائِـقَـةٍ
إِلاَّ اسـتجـابَ، وبـابُ العَطفِ ماوَصَدا
حُـمِّـلـتَ خـَيـرَ رسـالاتِ الـسَّـمَـاء لـنا
فَـعَـمَّ عَـدلٌ وزادَ الـتـائِــهـيــنَ هُــدى
نـالَـت قُريـشٌ بـه الـعَـليـاءَ وَارتَـفعت
والـفَخرُ والمجـدُ في شيـمـاتِها اتَّحدا
لـولا بَـهَـاكَ عُـرى الأَكـوانِ مـافُـتِـقَـت
وَلا تَـفـشَّـى بـأَقـطـارِ الـسَمـاءِ صَـدى
عَـمَّـتْ على الكـَونِ والأَفـلاكِ داجِـيَـةٌ
لـمَّـا خَطَـرتَ بِـحَذو البـدرِ قَد سَجـدا
صَدعـتَ بالـنـُّورِ فانزاحَ الدُجى كُرَهًـا
في ظُـلمـةِ الغارِ نَهـجُ الحَـقِّ قَد وِلـِدا
يا أَنـبـلَ الـرُسْلِ بـل يـا خَـيـرها كَرماً
بـُوركـتَ ذو عِـتـرَةٍ قُـدِّسـتَ مُـنـفرِدا
كَـم آيــةٍ لـك يـا مُــخــتَـارُ مُــعــجِزَةً
يَـنـحَـلُّ فِـي مُـنــتَـهـاها فهـمُـنـا بِددا
فـالـشَّـمـسُ تَرتَـدُّ من بعد الغُـروبِ له
والـغَــيــمُ ظَـلَّـلــهُ إِن قــامَ أَو قَــعَـدا
أَطْـرى عـلـيــكَ كِــتـابُ الـلَّـهِ تـَزكِـيـةً
هَيـهـاتَ يـبـلُـغُ من عَليـاكَ مَن قـَصَدا
يـا خاتَـمَ الرُسْـلِ يا نـِعمَ العَطوفِ إِذا
طـالَ الـنُشورُ، وتَسليـمُ الصِحافِ بَدا
صَـرعى تـَراهُـمْ والأَبـصـارُ شـاخِـصةً
من هَولِ خَطبٍ يَقدُّ الروحَ والجَسدا
صـلَّـى عـلـيـكَ إِلــهــي مَــع مَـلائِـكِه
مـا غَـيـمـةٌ هَــطَـلت، أَو بـارِقٌ رَعــدا
فتـَحـتَ مكَّـةَ والأَصنـامُ قـد سُحِقَت
واهـتـزَّ عـرشُ عُـتـاةِ الكفرِ وارتَـعَـدا
نـادى الـمنـادي بـعـفـوٍ مـنـكَ مَـكرُمةً
مـَنْ لاذَ فـي بـيـتـِه لَن يَـعـتـريه رَدى
لـم يَبـقَ فـي سُـدُمِ الأَفـلاكِ من قَـمَـرٍ
إِلاَّ وسَــبَّــحَ وجـــهَ الــلَّــهِ أَو حَـمَــدا
ولـم أَجـِدْ فـي رِحـابِ الأَرضِ مُلـتَجأً
إِلاَّ إِلــى الــلَّــهِ، لا عَــونــاً ولا سَــنَـدا
طُـوبـى لـيَـثـرِبَ قـد ضَـمَّت رفـاتَهُمُ
في رَوضةٍ صار فيـها الطُـهرُ مُنـفرِدا
والـحَـمــدُ لـلَّــهِ قـد عَـمَّتْ فَـضائِـلُـهُ
كُـلَّ الخَـلائـِقِ أَضحى عَيـشُـها رَغَـدا
تَـراقَـصَ الـزَهـرُ فِـي أَيـكـاتِــهِ طَرَبـاً
والـطَّـيـرُ يَـشـدو عـلى أَفنانِهِ، غَـرِدا
تبـاًّ لمَن ضَنَّ فـي الـمَعروفِ عَن قَتَرٍ
وأَمسكَ الـخَيـرَ لـم يَـبـسُطْ إِليهِ يَدا
التعليقات على الموضوع