حبك آسري...وليد عثمان

 

وليد عثمان


حبك آسري


عُودي لِقَلبـي إن حُبَّكِ آسِري
لا قَلبَ يَعْشَقُ مِثلَ قَلبِ الشّاعِرِ
لي في هَوَاكِ صَبابَةٌ لم يُثْنِهَا
جَورُ البُعادِ ولا حَديثُ الهاجِرِ
وَالشَّوقُ هَيَّجَ لِلتَّدَاني لَوعَتي
واللهُ يَعْلَمُ ما تَكنُّ سَرَائِري
مَا كُنتُ أَخْلَدُ لِلرّقــَادِ لِبــُرْهَةٍ
إلاّ وَطَيفُكِ كانَ عَذبَاً زَائِــري
ذُكْرَاكِ تعْزِفُ في ثَنَايَا خَافِقي
نَغَمَاً يُؤَجِّجُ في الخُفُوقِ الثَّائِرِ
وَهَوَاكِ فيهِ عُذُوبةٌ وَمَرََارَةٌ
فيكِ اسْتَسَغْتُ عُذُوبَتي وَمَرَائِري
دَوِّنتُ فيكِ تَوَلُّهــي بِتَعَفُّفٍ
ضاقَتْ عَلى نَسْجِ الهُيامِ دَفَاتِري
إنّي أغَارُ عِلَيكِ مِنْ نَسْمِ الهَوَا
مِنْ كُلِّ ما في الكَونِ حَتَّى نَاظِري
تَيَّارُ حُبِّــكِ مَسَّنــي بِصَبَابَةٍ
تَنْسَابُ في الأَحْشَاءِ ذَاتَ شَرَائِرِ
يَزْدَادُ عِشْقُكِ كُلّ يَومٍ حِدَّةً
وَالكَونُ أضحَى في وُجُودِكِ حاجِري
لَولاَ وُجُودكِ فيهِ مَا رمتُ الهَوَى
يا شَمسَ صُبحي يَا نُجُومَ دَياجِري
شَوقي إلى الزَّمَنِ الجميلِ يَشدُّني
حَتَّى أُجَدِّدَ في لِقائِكِ حاضِري
ذَنْبي عَشِقْتُكِ من صَميمِ جَوارحي
ماذا فعلتِ بِرَوضِ قَلبي النَّاضِرِ؟
ما كُنـتُ مَنْ غَـدَرَ النَّبـيَّ وَأهلَهُ
ما كُنتُ صَـلاَّباً يَسـوعَ النَّاصِـري
أذْبَلْتِ أزْهـــارَ الوِدادِ بِهِجْرَةٍ
كَانتْ بِلَـــونٍ منْ نَجيـــعٍ زاهـــرٍ
تَنْثَالُ عِطــراً زاكِياً وَمُضَمَّخاً
بِبَديـــعِ حُــبٍّ كَالنَّسيمِ السَّائِـــرِ
قَسَماً بِرَبــي لَمْ أُصـــادِفْ ريمَةً
إلاّ وَحُبُـــكِ كانَ عَنها زاجِـــري
لَكِ في ضُلُوعي صَبوةُّ لَنْ تَنْقَضي
تَبقى على مَرّ الزَّمــــانِ الغابِـــرِ
فيها البَلابـــلُ غَـــرَّدَتْ بِلُغَاتِها
عُـودي لِقَلبـــي إنَّ حُبَّـكِ آسِــري

وليد عثمان

ليست هناك تعليقات