دَوَاءُ رُوْحِي...صلاح العشماوي
دَوَاءُ رُوْحِي
جاءَ الصباحُ فكانَ أوَّلَ زائرٍ
ودَّعْتَهُ بالحلمِ، يطرقُ بالي
مَا عَادَ يترك لي هواهُ مسافةً
كي أستريحَ مودِّعاً أحمالي
هو مثل ظلٍّ لا أراهُ مفارقي
ودواءُ روحيَ من شديدِ عِضَالي
ذاكَ الَّذي كالسحرِ يَمْلَؤني هوىً
فيمرُّ عشقاً من خِلالِ خِلالي
آويتهُ بالنبضِ عاثَ بمهجتي
وغزا الضلوعَ مكبِّلاً أوصالى
وأنا أبعثرُ في جواهُ تَلَهُّفي
شوقاً ولست بما لقيتُ أبالي
قدري إليه أسيرُ دون تحسُّبٍ
وأخوضُ فيهِ معاركي ونِزَالي
مَا هَمَّني أن تَسْتَطِيلُ مسافتي
ما أوقفتني وَحْشَةُ التِّرْحَال
يا أيها الغافي بأعماقي التي
أرْسَتْكَ فوقَ شواطئي ورِمَالي
دَعْنِي إلى عينيكَ أسكبُ لوعتي
فأتيهُ بينَ تَيَقُّنٍ وخيالِ
واخفض جناحنكَ ما رأيت مشاعري
رَقَّتْ فأمستْ كالقماشِ البالي
عد لي فدونك لا حياة أطيقها
والليلُ في أَرَقِ السهادِ ليالي
التعليقات على الموضوع