أتبكي ....صفية الدغيم

 

صفية الدغيم

أتبكي


أتبكي ؟ إنني أبكي صِغاري
بضحكتهم يُضَحَّى كلّ عيدِ
وأبكي لستُ أدري ما دموعي
أماءُ العَينِ أم نزفُ الوريدِ
على هجرِ البنين بلا رجوعٍ
وَ نَوْحِ الأمَّهاتِ على الحُدودِ
على الأحفادِ بعدَ مُضِيِّ قَرنٍ
يعيدونَ انكساراتِ الجُدودِ
على الخيماتِ حين تَهبُّ ريحٌ
تُلوِّحُ لليتامى من بعيدِ
على ثوبٍ من الأحزانِ يَبلى
ليَلقى النَّاسَ في ثَوبٍ جديدِ
على أحلامِنا ال كانت حُبالى
وكابدتِ المَخاضَ بلا وَليدِ
على الشَّامِ التي ثكلت بَنيها
على اليمنِ اليتيمِ اللاسَعيدِ
على بغدادَ إذ تَرَكَت فُراتاً
يُقاطِعُ دجلةً فوقَ الخُدودِ
لقد ماتَ الحمامُ لذاك تُنعَى
رسائلُ لم تزل قيدَ البَريدِ
فإن أجَلي أتاني قلتُ أهلاً
سأحني هامَتي وأُريحُ جيدي
لِيُرفَعَ في الأذانِ نداءُ روحي
أنا ولدُ الشَّهيدِ أبو الشَّهيدِ

صفية الدغيم

ليست هناك تعليقات