راكان سعيد الببواتي....مِن أين أبدأُ يا صنعاء ما أَزِنُ
مِن أين أبدأُ يا صنعاء ما أَزِنُ
مِن أين أبدأُ يا صنعاء ما أَزِنُ
واليأس حطّمنا والبؤسُ والمحنُ
أقْبَلْتُ من مجد بغداد البهيِّ معي
جُرحُ العراق وقلبٌ هَدَّهُ الحَزَنُ
بغداد تهمي دموعًا من ضَنَى قَدَرٍ
وتشتكي اليوم جورًا فيه تمْتهنُ
وليس يمسحُ عنها الدّمع من أحدٍ
ضيْمٌ أتاها وفيه الهمُّ والشجنُ
كأنَّ ما بيننا بؤسٌ نشاركهُ
حزنٌ بحزنٍ بسوء العيشِ يقترنُ
ضاق الفضاء وضاق الكون أجمعهُ
والليل أسدل سِتْرًا كلّه دَخَنُ
أهزُّ جِذعًا قديمًا علَّ يُسعِفُني
فاسْاقطَ التمرُ في عرجونه العفنُ
والسيل يجرف جَنّاتٍ بها نِعَمٌ
لم يبقَ في جنةٍ ما وجههُ حَسَنُ
كأنهم لم يكونوا ساكني سبأً
يومًا ولا جنةٍ تزهو بها عدنُ
بلقيسُ تخلع ثوب الحُسْنِ وا أسفي
وتنسجُ اليوم ثوبًا كله إِحَنُ
في كلِّ سُنبُلَةٍ قد أنبتتْ وجعًا
فيها المآسي وفيها الغَثُّ والدَّمِنُ
لكنّني رغم هذا اليأس لي أملٌ
أرضٌ تفيضُ وفيها التمرُ واللَّبَنُ
إنْ طالَ فيها ظلام الليل يصرعهُ
فجرٌ يُراودنا بالحسنِ يَرْتَهِنُ
صبرًا أيا يمني يا شمس عِزَّتِنَا
هذا قضاءٌ لنا بالصبرِ نُمْتَحَنُ
غدًا نُغَاث بِغَيثٍ سوف يُدْرِكُنا
تأتي السَّحائبُ في أرحامها المُزَنُ
به يزولُ غُبار اليأس عن سبأٍ
حتمًا ستحيا به الأرياف والمُدُنُ
وَهُدْهُدُ الخيرِ يأتي بالهُدَى خَبَرًا
وتُشْرقُ الشمسُ في الوادي وتفتَتِنُ
والبَرْدَوَانِيُّ عبدالله يُنْشِدُنا
يُهدي القوافي لها في حُبِّها يَزِنُ
والكونُ يَزهُو جَمَالًا في السَّعِيدِ نَدًى
ويرْفعُ اليومَ راياتٍ هُنَا اليَمَنُ
التعليقات على الموضوع