في عُيُونِ المُسافِرينَ الحَزِينَة...عبدالعزيز الصوراني
في عُيُونِ المُسافِرينَ الحَزِينَة
في عُيُونِ المُسافِرينَ الحَزِينَة
لهفَةُ الغَرقَى في وداعِ السفينَة
حسرةُ المنفيِّ المُدانِ بعشقٍ
كلَّما باحَ طاردَتهُ المدينَة
ذلكَ المُفتَرَى عليهِ يُقاسي
خَبطَ موجٍ وذكرياتٍ هَجينَة
هذه دارُه. وكانَ يُرَبِّي
في مَدى كلِّ ركعةٍ ياسَمينَة
وعلى جفِّنِهِ بقايا رُكامٍ
لم يَجد كفّيهِ ليَفركَ طينَه
وجهُهُ باردٌ كوَجهِ قتيلٍ
حَسبُه موتاً أن يعيشَ أنينَه
يتراءى لهُ سحابٌ وبحرٌ
كلُّ ما فيهما سَعى كي يُهينَه
مُوحِشٌ دربُهُ ألى أين يمضي
والغبارُ العتيقُ يعلو جبينَه
أيُّها الخوفُ لا تَعُم في ظلامٍ
شطُّه الأقصى قد أعدَّ كَمينَه
إنَّها الحربُ رأسُها في قفاها
ورَحاها على رُفُوفِ الخَزينَة
فدَمُ المُتعَبينَ من ألفِ قرنٍ
ذاتُهُ مَوقِدُ الحُروبِ اللعينَة
لَيس خُسراناً أن تَمُوتَ لتَحيا
فِتنَةُ العُمرِ في ابتِلاءٍ وزِينَة
التعليقات على الموضوع