صباح سعيد السباعي ...وتدور
وتدور
سُقط في يده؛ في سؤال طرحه على نفسه: الفرق بين قمر الصيف، وقمر الشتاء؟
سُقط في يده؛ حين أغلقت أمه النافذة خوف البرد، فغاب قمران.
سُقط في يده؛ حين عجز عن تفسير شعوره، وهو لايحدد الجواب، أيبدأ برؤيته الثانية بفراغ الكوب أم إلى امتلاء نصفه!؟
يرمي الكوب، ويرسم بالهواء بحرًا من ملح الأسئلة.
من على سطح فندق فخم يطلّ على بحر فيروزي، وعلى أطرافه بحيرات فضية، قدم القهوة لامرأة لاتنزع نظارتها، شكرته وسألته كم الساعة؟
بمعصمها ساعة مربعة ومرصعة، يرتبك قليلًا ويجيب:
الساعة تقارب الواحدة بعد الزمن.
تذكر التغيير المفاجئ لنبرة صديقته:
أيها القريب البعيد، الحالم، المتشائم، ترعى غنم هشاشتك، وتنام بيقظة، ترسم طريقًا، ثم تزيله خوف أن يلتوي، فتسقط أطرافه.
تجمع فراشات في آنية زجاجية، ثم تنتحب على موتها.
بالتأكيد كنتُ أنا، والآن أشبه لوحة في قبو يظن مالكها أنها تحفة، وحين نزل لينفض غبارها ويعرضها، وجد في وسط إطارها بقايا خيوط.
تطلع الشمس القوية، يذوب الثلج، في تلك اللحظة ظلام دامس، في تلك اللحظة تعود المرأة لنفس الطاولة، تنزع نظارتها وتسأل عن الساعة لشخص يشبهه، متشبثًا بالماء.
كان لحن الأغنية صاخبًا، منبعثًا من بهو المطعم.
نسي موضوع القمر، وقفز في الباخرة، رجمها بقبلة.
التعليقات على الموضوع