مصطفى الحاج حسين ....وطنٌ في القبرِ ..
وطنٌ في القبرِ ..
تسألُني الصحراءُ عن فيءِ لُهاثي
عن ماءِ تشرُّدي
عن نسائمِ شوقي
عن وُجهةِ دمعتي
الرملُ يحاصرُ حنيني
الجهاتُ تلاحِقُ وجعي
والسرابُ يجرُّني من دمي
والشمسُ تتهاوى على أنفاسي
وخطاي تنهشُ جوعي
فإلى أينَ يمضي بيَ الحُلُمُ ؟!
وأنا تُهتُ في براري لهفتي
أمُرُّ على جُرحي لأتفقَّدَ قصيدتي
فأرى يباسَ أحرفي يُشعلُ صمتي
وأجدُ قلمي قد أصابَهُ العماءُ
ودفتري تحوَّلَ فجأةً إلى حُفرةٍ
تُشبِهُ القبرَ
فأنعي بسمتي وأدفنُها
وأمشي بلا رُوحٍ وبلا أملٍ
أحملُ قِفارَ قلبي وأمضي
إلى واحةٍ أبديَّةٍ
أكتبُ هناكَ نشيديَ الوطنيَّ
الذي اِنتُزِعَ منِّي
وأرفعُ عَلَمَ بلادي
الَّذي تشوِّهَتْ ألوانُه .
التعليقات على الموضوع