محمد ابو الربيع....أخر صفر
أخر صفر
ليلان طـال َ كِلاهُما مـدُ البصَر
لَيلِي الطويلُ وما لِليلِكَ من سَحَر
وخُفُوتُ صوتٍ ليس يُسعفُهُ الصدّى
أَسَمعت َ قلباً في حنـاياه ُ انكسَــر
مثلُ انكسـار الموجِ تِلك دُمــوعه
إن كان دمعك مثل حبـاتِ المطـر
ماالذنب حينَ تركتَ عَيني للكَرى
ورحلتَ لَيِلاً والسَمـاء بِلا قمَــر
النفسُ أذنبِتِ الهـوى قبل النـوى
والذنب ُ منك إذا أتى لا يُغتَفَــر
مَالِي أرى لا شَيء دُونَكَ في دَمي
يجرِي ويركضُ في الحَشا كراً وفَر
وتقُودنِي شَوقاً اليك خَوافِقــي
مثلُ انقياد الماء خلف المُنحدر
أنسيِتَ يومَ قطعتَ عَهداً لِلهـــوى
في مثلِ هذا اليـوم من آخِر صفر
ووضَعتَ كفكَ فــوقَ كفِي وانحَنى
مِنكَ الذِراعُ بلا دروع ٍ من حــذر
كانت تغطينا السنــابلُ رَيثما
يأتي الحصادُ لنرتدِي ظلُ الشجر
حتى تنفستِ الحقــولُ صبابةً
ومَحى الغـرامُ أمامنا زيف البشر
ومضى الزمـانُ وسافرت أيــامهُ
لا دهر يسعفني إليك ولا سفـر
كُلِي انتظارات تجوبُ مرابعي
كلي تفتت بين بعضي واندثر
كُلِي حنين ايها القـــاسي ومــا
أقساك يا كُلـــي ويا نـورَ البصر
من فرطِ ما ألقى ظننتُ بــأنتي
عينُ الضلال وأنت هادي مُنتظَر
التعليقات على الموضوع