قَلبِي يئِنُّ..هيثم النسور

 

قَلبِي يئِنُّ..


قَلبِي يئِنُّ..


(١)-لاحَـتْ كغُصنِ الـبـانِ، تَختَال فِي بُستاني
(٢)-مـيَّـاسـةٌ عـبـثَ الـصَـبـَا، فِي قَدِّها الفَتَّانِ
(٣)-حـيـثُ الزهورُ تراقَصَت، طَربًا مع الأَفْنَانِ
(٤)-وسَـرى الـنَّـسـيمُ يَـهُـزُّ طَرفًا أَكحلًا بحَنَانِ
(٥)-فَـتَـكَـلَّـلَـتْ وتَـزيَّـنَـت، كَالدُرِّ فِيْ التيجَانِ
(٦)-وبَـدت كـحورٍ فِيْ الجنانِ لَهَا نُهًى وَمَعَانِ
(٧)-خودٌ تُهفهِفُ خِدرَها، فـتَـقولُ بـاطـمِـئـنـانِ
(٨)-أَنا من يَذوبُ العاشِقُ الولهانُ في فُستاني
(٩)-فـنَـزَعتُ عَن طَرفي عِقَالِ البِرِّ والإِِحسانِ
(١٠)-وتَـسـلَّـلـت عَـيـنـي لِـذُروَةِ صدرِها المَلآنِ
(١١)فِيْ جـيـدِهَـا، عـبَقٌ شَذاهُ فَسيلَةُ الرَيحَانِ
(١٢)-وَالـثَّغْرُ مِـنْ خَجَلٍ بِهَا احْمَرَّت بِهِ الشَّفَّتَانِ
(١٣)وَالـوجـنـتَـانِ تَـوَردتْ بِـمـشـيـئَـةِ الرحمنِ
(١٤)قِـرطٌ تـدلَّـى تَـزدَهِـي فِـي سِحرهِ الأُذُنَـانِ
(١٥)-يَـا حـسـنُها كالياسَمينِ عَلَى شفَـا الوديانِ
(١٦)-بَـدرٌ تَـوَدُّ الـشـمـسُ أَنْ تـلـقـاهُ بالأَحضَانِ
(١٧)-وَالـعـاجُ والذهَبُ العتيقُ يحيقُ بالأَسنانِ
(١٨)-مَـصـفُـوفـةٌ كَـالـدُرِّ، والياقُوتِ، والمَرجانِ
(١٩)-وكَـأَنَّـهـا سُـورٌ يُـحـيـطُ الـثَـغـرَ في إِتقانِ
(٢٠)-قَاصٍ يضُوعُ بعطرِها وَأَريجِها ،، والـداني
(٢١)لا لَم يَكُنْ فِـي حُسنها ارتاعت لها الثَقَلانِ
(٢٣)-قَـلـبِـي يـئِـنُّ وَيـشتكي الإِعياءَ للشِـريـانِ
(٢٤)-قَـالتْ وصَوتُ فَحِيحِهَا مِنْ زَفْرَةِ الـثُعبَانِ
(٢٥)-هـيَّـا تَـعَـال وضُـمَّـنِـي شغَفًا لـبِضْعِ ثَـوَانِ
(٢٦)-ما شِئتَ فَاقْطُفْ من وُرودِ الخَدِّ وَالرمَانِ
(٢٧)-أَتُـرَاكَ تَـحـسَـبُ أَنَّـنَـا سَنعيشُ عمراً ثَاني
(٢٨)-فـالـعُـمرُ وَمـضَةُ بارِقٍ يَمضي مَع الإِنسانِ
(٢٩)-فـدَنَـوتُ فِـيْ حـذَرٍ لِـثَـغـرٍ ثَـارَ كـالـبُـركانِ
(٣٠)-وشَعرتُ في وَهنِ الكُهولةِ دَبَّ في أَركاني
(٣١)-أَنَـا فِـي خَريفِ العمرِ مَا منْ ظبيةٍ تهواني
(٣٢)-فَـدَعِي المَلَامَةَ فِيْ التَّصَابِي عَلَّهَا تَنسَانِي
(٣٣)-قَالَتْ عَلَامَـكَ يَـائِسٌ؟ مَا زلتَ فِي الريعَانِ
(٣٤)-هَـونًـا عَـلـيك تَـعَالَ وَاقطُفْ زَهرةَ الرمَّانِ
(٣٥)-مَـن صَـدريَ الـمَـغـبُونِ بالأَٰهاتِ والأَشجَانِ
(٣٦)-فَـسـأَلتُ نَفسِي هَل أنَا أُهذي كَمَا الثملانِ
(٣٧)-يَـاهَـلْ تُـرَى أَنَا فِيْ الْمَنَامِ أَمِ الْكَرَى يَنْآنِي
(٣٨)-يَا مَـنْ لِـقـلـبٍ ذائِـبٍ فِـي رُدهَـةِ الأَحزانِ
(٣٩)-وَسَـأَلـتُ نَـفـسي مَا السَبيلُ لنلتَقي بأَمانِ
(٤٠)-يَـا حَـبَّذا طَعمَ الهَوى فالوجدُ قد أَضناني
(٤١)-قَـالَـتْ كَـفـاكَ تَـذلُّـلاً هـيَّـا إِلَـى صـيوَانِـي
(٤٢)-أَنـهَـاكَ لا تَـغـشَ المضاربَ خيفةَ الإِخوانِ
(٤٣)-أُوْصِـيْـكَ لَا تُـخْـبِـرْ بِـسـرٍّ دَارَ فِيْ إِيـوَانِي
(٤٤)-قَـارنـت فـيـمَـا بـيـنـهَا عدلًا وَمَنْ تَرعَانِي
(٤٥)-هَـل أَنَّ نَـسـرَ القَشْعَمَانِ كشادنِ الغِزلانِ؟!


هيثم النسور


ليست هناك تعليقات