ما ضاقتِ الأرضُ...محمدناصرشيخ الجعمي

 

محمدناصرشيخ الجعمي

ما ضاقتِ الأرضُ


على شِرَاعِ المُنَى كَمْ أبْحَرَ النَّاسُ
وَبَاحَ بالشّوقِ والأشْجَانِ إحْسَاسُ
مِنْ ضَوْعِ تَغِريدةٍ بالحبِّ كم عبقتْ
هذي الرُّبَا وانْتَشَتْ بِالعِطْرِ أَنْفَاسُ
فاغنمْ مِنَ البَوحِ مَا طَابتْ مَنَاهِلهُ
وَ اشْرَبْ نَدَى الشّعْرِ لا خَمْرٌ ولا كَاسُ
مَا زِلتُ أذْكُرُ يَا لَيلَى كَلَامَ أَبِي:
الصدقُ مكرمةٌ وَ الكذبُ إفلاسُ
وَ كُلّمَا عَنَّ حرفٌ في مخيلتي
أَضَاءَ مِنْ عَتَمَاتِ الرُّوحِ نبراسُ
كم لاذَ بالشِّعرِ من فاضتْ مدامعهُ
وَ طَافَ في ردهاتِ الليلِ عسَّاسُ
ما زال َ للمجدِ في أيَّامِنَا سَفَرٌ
وَ في الدّروبِ مسراتٌ واعْرَاسُ
هُنَا أعَادَ صَدَى الأشْعَارِ أَسْئِلَةً
مَتَى سَتُقْرَعُ للأحْلامِ أَجْراسُ
هذي البلاد التي شَاخَتْ مَلامِحُهَا
كَمْ حَارَ في وَصْفِهَا حِبرٌ وَ قَرْطَاسُ
شَحّتْ غيومُ المُنَى والأرضُ مُقفِرَةٌ
والنفسُ تَوَّاقَةٌ والصّبحُ مَيَّاسُ
وقَفْتُ أرْقُبُ موجَ البَحرِ في عَدَنٍ
وقَدْ أحَاط َ بِهَا جُنْدٌ وَحرّاسُ
من يَخْبِرِ النّاسَ أنّ الجَهْلَ معضلةٌ
وأنّ منْ يَزرعِ الأحقادَ خنّاسُ
هُنَا المَسَاءَاتُ لا عِطْرٌ يفوحُ بِهَا
ألمْ يَكُنْ هَاهُنَا أُنْسٌ وَ جُلّاسُ
غيمٌ على البَحرِ والأنسامُ طيبةٌ
مَا ضَاقتِ الأرضُ لكنْ ضَاقَتِ النّاسُ

محمدناصرشيخ الجعمي

ليست هناك تعليقات