ليلاس زرزور مع الشاعر العراقي رعد الاغا في حوار اليوم
حوار اليوم مع الشاعر العراقي رعد الاغا
مساء المحبة والسلام الشاعر العراقي رعد الأغا من البلد الجريح، ومن رحم المعاناة وقسوة الحياة وُلِدَ شاعرٌ كانت أحلامه الإنسانية كبيرة.. واسعة كسعة الكون، لكنه لم يحقق من عالم الأحلام سوى هذا الحطام ( رماد الأحلام ) ديوانه المودع في وزارة الثقافة والإعلام.. و ( عبق التراب ) ( عويل الناي ) ( شفاه مختلجة ) وقصائد محترقة... كان شعره يمثل فجيعة الإنسان بخساراته المتلاحقة.. فبدا عليه الشجن الذي أبتلي به العراقي من غربة مكانية واغتراب فكري ، حاول أن يلملم شظايا آنية الحياة المكسرة فلم يحقق من أحلامه في المدينة الفاضلة والجمال وعافية الروح وسلام الشعوب... لم يحقق سوى سلواه في كلمات.. كلمات.. وكلمات فعاد بخفي حنين وقَبِلَ من غنيمة الحياة كما قال أمرؤ القيس لقد طوّفتُ في الآفاقِ حتى رضيتُ من الغنيمةِ بالأيابِ وذلك هو رعد الأغا كان لنا معه هذا الحوار الماتع القيم .. 1_ متى اكتشفت موهبتك الشعرية ،وهل كان للظروف التي عشتها دورها في ظهور هذه الموهبة ومن كان له الفضل في اكتشاف موهبتك الشعرية في مرحلة الثانوية حيث كان للحب والحرمان وشضف العيش أثر على وجداني وجدت عندي ميل فطري للشعر والغناء.. وفي درس اللغة العربية وعلى وجه التحديد درس الأنشاء والتعبير كنت أدرج بين السطور بيتا أو بيتين أحفظهما أو أحيانا أنشئهما لغرض إكمال فكرة الموضوع فتلمس أستاذ اللغة العربية عدنان العذاري ( رحمه الله ) تلمس موهبتي الشعرية فراح يشجعني ويشير عليَّ بسعة المطالعة والكتابة وصار ينقح لي مسوداتي ووقتها صرت أقرأ بشغف الكثير من دواوين الشعر العربي والروايات العربية والأجنبية والدراسات النقدية حتى صقلت موهبتي.. وحين تأسست عندي الملكة الأدبية وصار يجتاحني العصف الذهني بدأت الدفقات الشعرية وبدأت محاولاتي في نهايات سبعينيات القرن الماضي 2_ الشعر الحقيقي هو انعكاس لموهبة ولكن ذلك لا يكفي لانتاج ما نصبو إليه من إبداع .. ما هي العوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة ؟ لاشك إن الموهبة هي الأساس في كتابة الشعر ولكن تطوير ثقافة الشاعر وتوجهاته تثري تجربته ومسيرته، فالشاعر الحقيقي من يجعل قلمه كفوهة البندقية وعدسة المصور في أرض المعركة... هو الذي يلهب حماس الجمهور بكلماته الصادقة ، الشاعر الحقيقي من ينغمس في آلام شعبه ويعبّر بصدق عن تطلعاتهم للخلاص من واقعهم المزري، الشاعر المؤثر الذي يحافظ على كرامته وتاريخه ، وأن لايخضع شعره للتسييس، ولا يتبع لجماعة أو حزب أو حركة دينية، ولايكون بوق لقائد ولا طامعا بكيس دراهم، حتى لايكون بيدق شطرنج تحرك مشاعره تبعيته فشخص الشاعر جزء مهم من تجربته الشعرية أبيات من قصيدة أوهام بنت كولمبس ............................ فما بالغاصبيِّ لنا أمانٌ وما راعٍ وذئبٍ باتّفاقِ سيبقى السمُّ ناقعُ في الأفاعي وإنْ لانَت ملاساً للعناقِ كقدرٍ تحتهُ وقدٌ يفورُ يهزُّ غطاءهُ طول اختناقِ على إنّا نقاتلُ دون أرضٍ وأنتم قادمين لإرتزاقِ كضاربِ ظهرَ تمساحٍ دَعَتهُ عداوةُ مُبغضٍ وقحُ الخِلاقِ تَوَرَّمَ كفُّ ضاربِهِ وأضحى أَشَدُّ تأهّباً، حذر التلاقي نعم جلفٌ مع الأعداءِ لكن على قومي أَحَنُّ من النياقِ إذا ماخالفَ الداءَ الدواءُ تجاوزَ مُرّهُ حدَّ المُطاقِ هو التحريرُ غايتُنا وحَقَّت لهُ الأرواحُ من دَمِنا المُراقِ فإنَّ الظلمَ يحيا بالسكوتِ وإنَّ الضعفَ يكمنُ بالشقاقِ 3_ كثير من الشعراء لديهم الحظ ولكن ليس لديهم المعجم اللغوي كيف تفسر ذلك ؟ لا أؤمن كثيرا بالعلاقة بين الحظ والشعر ولكن أتحدث عن الشهرة وأصنفها ببعض الحالات ١_ شاعر يمتلك ناصية الشعر ولديه منجزات أبداعية وله حضور مؤثر وتسهم الظروف في إظهار قدراته فيحصل على شهرة حقيقية مستحقة ومحترمة ٢_ شاعر يؤمن بأن الشاعر حيث يُؤخذ بيده وليس الذي تسوقه قدماه.. وهو متمكن من أدواته ولكن ينقصه التسويق وتمنعه الظروف الحياتية أو الصحية أو غير ذلك فيبقى أسماً مغموراً ٣_ شويعر قرر أن يكون شاعرا لامعا فراح يتهالك على التسويق لنفسه بنفسه لاهثا وراء الشهرة وإعتلاء المنصات.. شغوفا بالتصفيق في المحافل.. وربما يؤدي به الحال إلى المقايضة بالمجاملات.. ومسح الأكتاف والتزلف إلى ممثلي الأعلام للحصول على شهرة مزيفة يعتقد من خلالها إنه شاعر مشهور ولكن للجمهور رأي آخر 4_ ما رأيك بالحركة الأدبية حاليا خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الإجتماعي السريعة ؟ لقد أحدث عصر النقرة ثورة كبرى.. فاختصر المسافات.. وذلل الصعوبات، فامتلاك الشاعر جوالا يعني أمتلاكه ل مكتبة، مطبعة، حقوق نشر وتوثيق.. وتيسرت له إمكانيات التواصل مع الجمهور في كل البلدان.. وسهل عليه الأطلاع على تجارب الشعراء... وما إلى ذلك من سخاء التواصل الأجتماعي التي أحدثت طفرة نوعية في بزوغ شمس الحركة الأدبية. 5_ هل يمكن القول أن المعلم هو الأساس لاطلاق أي موهبة أدبية وهل يستطيع المعلم أن يختصر على الموهوبين سنوات طويلة يحتاج إليها الموهوب لتطوير ذاته ؟ يحصل هذا إذا كان المعلم شاعرا وأديبا، ولا أقصد المعلم فقط في المدرسة، فيمكن أن يكون المعلم شاعرا من الوسط الأجتماعي من غير التدريسي الذي لديه القدرة على إكتشاف الموهوب وتفجير الطاقة الأدبية الكامنة المولودة معه، ووضع قدمه على السكة الصحيحة وتمكينه من خاصيته الفنية بالتوجيه والأرشادات للأطلاع على التجارب الشعرية وتكوين الملكة التي تؤهله للكتابة. 6_ ما رأيك بالنقد ؟ النقد الأدبي ركن أساس في منظومة الأدب.. وجد لتقييم وتقويم الشعر، يشير إلى المحاسن والعيوب في النصوص شريطة أن يكون الناقد أكاديمي مؤهل مستند على مرجعية أدبية رصينة، فالشعر ليس نظما وحسب فالتفاضل والتمايز يكشفه الناقد المعتمد على الرؤية النقدية بحرص وتجرد والذي يظهر بدوره نقاط الضعف والقوة في أستيفاء شروط ومقومات القصيدة الشعرية من نحو، بلاغة، تركيب، وزن، قافية، صرف وغيرها من متطلبات الجودة.. أما النقد المغرض فهو قتل للشعر ومدعاة للأحباط خاصة عند المبتدئين.. أما بالنسبة للنقد المجامل فهو صانع للغرور داعيا للأكثار على حساب الأبداع. 7_ هل ترى ان
ليلاس
الشعر العربي حاليا يمر بحالة تقهقر ؟ مادامت المواهب الشعرية تتوالد كل يوم وتراثنا زاخر بنفائس الشعر فلا يتقهقر الشعر العربي ولا يخفت بريق كنوز خزائنه، بل بالعكس قد أينع روض الشعر في ظل الحياة المدنية التي أضفت مسحة من الجمال... هذا إلى جانب الأحداث المثيرة على وجه المعمورة والتي أشعلت ونوعت الأساليب والأستفزازات للكتابة.. وأدخلت الزخرفة اللفظية المفهومة من واقع البيئة والحياة عموما.. وأعتماد المحسنات البديعية... ماعدا الدخيل علينا من تقليد الشعر الأجنبي المختزل بالفكرة... ولكن مرشحات الذائقة كفيلة بفلترة الغث من السمين. 8_ ألا تشعر بأن هناك تباينا بين الشعر المعاصر والشعر القديم ؟ هذا أمر حتمي ومفروض وصحي فالشاعر إبن زمانه وبيئته فما يجري اليوم في المدن لايوافق ماجرى قبل مئات السنين في البادية.. وخير ما أعزز به رأيي هي قصة على بن جهم مع المتوكل والتي أختصرها في بيتين ( وقف الشاعر البدوي لأول مرة بين يدي الخليفة العباسي فقال مادحا أنت كالكلب في حفظك للود وكالتيس في قراع الخطوب لكن الخليفة لايغضب لأنه يدرك خشونة الشاعر لملازمته البادية فأمر له بدار على شواطئ دجلة وبعد فترة حضر الشاعر الحضري وأنشد عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري ). 9_ ما نوع الشعر المفضل لديك ، هل الشعر هو تعبير عن الإحساس؟ الشعر ديوان العرب، وهو هوية للعربي بنمطه العمودي الملتزم بالبحور الخليلية والذي أختص به العربي بلا منازع.. الشعر هو الذي تأتي به الأحاسيس الصادقة وهو الذي يفسر لنا الحياة وتعابيرها عن حالات نفسية يأبى الشاعر إلّا أن يصبها في قالب جميل من الكلام.. الشعر هو قوت ونَفَس وغذاء للروح وترجمة للمشاعر أبيات من قصيدة ( الغرامُ المُتجَبِّر) ...........................
يالائمي إنَّ الملامَ تطفّلُ سُكرُ الشبيبةِ في الهوى لايُعذلُ فتعالَ نشدوا والخيالُ نديمُنا فجمالكِ الدنيا التي أتأمّلُ اللحنُ موفورُ الأنينِ بمعزفي والروحُ صوتُ الناي فيها يَعوِلُ من قال إنَّ الحُبَّ إبنُ تَمَنُّعٍ والحبُّ من كلِّ المعاني أنبلُ فعلى العيونِ الزرق عُلِّقَ ناظري وصباكِ آخرُ ماهويتُ وأوّلُ رفقاً بعبدِ هواكِ إنّي بِتُّ في محرابِ حسنكِ ناسكٌ مُتَبَتِّلُ وجوارحي وقفٌ عليكِ حنينها لرضاكِ مُعتقلُ الرجا مُتوسّلُ رحماكِ تحت الصدرِ جرحّ نازفٌ لو مَسَّ دفئاً من بنانكِ يدملُ أنّى جَمَعتِ قساوةً مثلُ الحصى وترافةً فيها الأماني تُسبلُ وزعمتِ شوقاً فاض فيكِ فزرتني كمسافرٍ ينوي الوداعَ فيرحلُ تقضينَ دَيْناً بعد طولِ تَصَبُّرٍ ولُقاكِ من مَرِّ الغُمامةِ أعجَلُ كالنقشِ فوق الماءِ رسمهُ زائلٌ وبطرفِ عينٍ عهدكِ يتبدّلُ قد قُلتِ رجماً بالغيوبِ نَكَرتَني وأنا الذي مازلتُ بعدكِ مُذهَلُ همسوكِ سُرّاقُ الكلامِ نميمةً قالوا هجرتُكِ قلتُ لا أَتَنَصَّلُ إنّي رأيتُ الحاسدينَ تجاهروا وبكلِّ ناحيةٍ لنا مُتأوِّلُ ولئن رأيتِ السنَّ منّي ضاحكاً ومعَ الصحابِ بثوبِ زهوٍ أرفلُ والله ماهذا تَبَسُّمُ لاهيٍ فالنارُ بي لكنّني أَتَجَمَّلُ أَفَهَلْ سمعتِ بأضلعٍ قد أَنْكَرَت قلباً ومَلَّ الغصنُ يوماً بلبلُ إنْ تَعجَبي مما سَرَرتكِ فاعلمي هذا قليلٌ من كثيرٍ يُنقَلُ أَوَ تطلُبينَ على شكاتي شاهداً والحبُّ من شَفَتي جوىً يتسربلُ وجفوني من إثرِ السُهادِ فواترٌ والدمعُ كالجمراتِ باتَ يُهرولُ 10_ هل الشعر صناعة ؟ يُنتج الشعر في أكبر مصنع في العالم وهو الوجدان الذي يعيش تيارات متنازعة من المشاعر والأحاسيس وعندما يشرع الشاعر ببناء قصيدته تحكمه هندسة الشعر، فالفكرة مولودة وقد جاء بها الإلهام ولكن تحويلها إلى إيقونات منضّدة تستدعي التوفيق بين التجاذبات التي تعسر عليه ولادة البيت الشعري فزيادة أو نقصان في حرف أو حركة تعمل وقف في الوزن.. وتغيير مفردة توافق الوزن قد تسبب ركاكة في المعنى وضعفا في التركيب.. وتعديل ما لضبط النحو قد يُذهب بالقافية.. وما إلى ذلك من تعديلات لهذا قال الفرزدق ( إنَّ خلع ضرس أهون عليَّ من قول بيت شعر في بعض الأوقات) وهنا يكمن سر التفاضل بين النصوص الشعرية والشعراء فالأجود هو الذي يحافظ على جزالة المعنى ويصالح بين التجاذبات على أصح وأفضل صورة ويمنح قصيدته جمالا من سعة قدرته البلاغية. 11_ ما رأيك بقصيدة النثر التي تحررت من القافية والتفعيلة والوزن وزاحمت القصيدة التقليدية ؟ وهل انت مع تصنيفها تحت خانة الشعر ؟ رغم الطوفان الهادر لقصيدة النثر ، أرى إن القصيدة العمودية تتسيد الساحة الشعرية لأنها حافظت على الضوابط... أما قصيدة النثر فلا معايير لها وبعض من كتابها لايجيدون غير التعمية والتورية والأبهام.. هذا ولا أنكر إن النثر لون جميل من ألوان الأدب العربي.. وهناك ممن يجيدونه... إلّا إن البعض الآخر أستهواهم بريق الشعر ولمعان نجم الشعراء وعند المحاولة صدموا بالوطأة القاسية للوزن والقافية فاستسهلوا تسلق الجدار الواطئ وكتبوا تحت مسمى القصيدة النثرية.. لكن الحال يقول إن الشعر لون والنثر لون آخر ولكي لانبخس حق الكتاب ونقمع الطاقات نقول إن الأبداع في المجالين يعتمد على جودة النص وليس على التسمية إن كانت التسمية شاعرا أم ناثرا.. أو قصيدة شعر أم نص نثري. 12_ كيف ترى الوطن في شعرك؟ الوطن يسكن قلب الشاعر ويرتبط به عاطفيا ووجدانيا ويتنقل معه أينما ذهب... والأحداث الملتهبة والمأساوية التي تعصف بأحوال الوطن تستفز قريحتي وإن أكثر ما يقدح زناد عاطفتي هي مشاهدة جنائز الشهداء ولوعة أحبائهم وكذلك أحوال الفقراء، وتلاقح شوكة الحروب، والدمار، وكل مايجري في بلدي من شرور، مما حتّم عليَّ أن أذرف الحبر سيلا في حب الوطن. رعاكَ اللهُ ياشعبَ العراقِ وتوَّجكَ المَجَرَّةَ للمراقي تَوَكَّلْ أنتَ موعودٌ بنصرٍ بربِّ الأرصِ والسبعِ الطباقِ فداكَ الولد ياوطن الأسودِ وعمري والعزيزات البواقي كأنَّ حجارَهُ الماسُ الجميلُ ونورُ جبينهِ لمعُ البراقِ وماءُ الرافدينِ معينُ عزٍّ وَرَدْنَ بهِ الجداولُ والسواقي 13_ماهي العوامل التي ادت إلى الحد من انتشار الكتاب الورقي في عالمنا العربي ؟ وهل تعتقد
ليلاس
بأن وسائل الإتصال الحديثة سهلت الحصول على النسخ المجانية إحدى هذه العوامل ؟ يبقى الكتاب الورقي خير جليس ويتربع على عروش المدونات ورفوف المكتبات وتبقى نكهة قراءته ورائحة أوراقه هي الأمتع، وهو لايحتاج لتوفر الكهرباء والأنترنت، كما إن تصفحه أقل إرهاق وضرر.. لكن الفاقة وضعف القدرة الشرائية للفرد العربي حدّت من شراء الكتب الورقية التي تُعد أسعارها غالية... أما الكتاب الألكتروني فهو ميسر ويمكن التنقل به والبحث فيه بشكل أسهل.. ومع هذه الفوارق فلا تعارض مع الجمع بين الأثنين مادام كلاهما مصادر للقراءة. 14_ كيف تنظر للمرأة في شعرك وكيف تجد المرأة كشاعرة ؟ المرأة تحتل الكثير من مساحتي الشعرية فهي الملهمة الأولى التي فجرت الطاقة الشعرية السابتة في أعماقي وهي روح في جسد قصائدي... وكلنا يعرف أن بين الجمال والحب والمرأة علاقة وشيجة وهذه قضية أزلية لامقاييس لها لا زمانيا ولا مكانيا فهو موضوع قديم جديد.. لكن الفرق بين الشعراء في تناولهم للمرأة فمنهم من يهتم بتصوير الجسد والجمال... ومنهم من يتناول المرأة كأنسانة روح ومشاعر... والمرأة في قصائدي هي الحبيبة والزوجة والأم وهي الجمال والحنان والمساندة.. ففي ملحمة شعرية كتبتها من قرابة مائتي بيت جمعت فيها صور موحدة للمرأة والوطن والحياة أبيات من قصيدة ( أبتهالات للأم ) .............................
ليلاس
بأن وسائل الإتصال الحديثة سهلت الحصول على النسخ المجانية إحدى هذه العوامل ؟ يبقى الكتاب الورقي خير جليس ويتربع على عروش المدونات ورفوف المكتبات وتبقى نكهة قراءته ورائحة أوراقه هي الأمتع، وهو لايحتاج لتوفر الكهرباء والأنترنت، كما إن تصفحه أقل إرهاق وضرر.. لكن الفاقة وضعف القدرة الشرائية للفرد العربي حدّت من شراء الكتب الورقية التي تُعد أسعارها غالية... أما الكتاب الألكتروني فهو ميسر ويمكن التنقل به والبحث فيه بشكل أسهل.. ومع هذه الفوارق فلا تعارض مع الجمع بين الأثنين مادام كلاهما مصادر للقراءة. 14_ كيف تنظر للمرأة في شعرك وكيف تجد المرأة كشاعرة ؟ المرأة تحتل الكثير من مساحتي الشعرية فهي الملهمة الأولى التي فجرت الطاقة الشعرية السابتة في أعماقي وهي روح في جسد قصائدي... وكلنا يعرف أن بين الجمال والحب والمرأة علاقة وشيجة وهذه قضية أزلية لامقاييس لها لا زمانيا ولا مكانيا فهو موضوع قديم جديد.. لكن الفرق بين الشعراء في تناولهم للمرأة فمنهم من يهتم بتصوير الجسد والجمال... ومنهم من يتناول المرأة كأنسانة روح ومشاعر... والمرأة في قصائدي هي الحبيبة والزوجة والأم وهي الجمال والحنان والمساندة.. ففي ملحمة شعرية كتبتها من قرابة مائتي بيت جمعت فيها صور موحدة للمرأة والوطن والحياة أبيات من قصيدة ( أبتهالات للأم ) .............................
حنانكِ السحرُ أسرار الأله بهِ كأنما بلسماً يمتصُّ آهاتي من ذا بأصبر منك في مجالستي إني اللجوجُ ولا تنفضُّ حاجاتي ماغِيضَ لي خاطرٌ في جنبكِ أبداً وكم كتمتِ الذي يخدش مسرّاتي ماعَثَرت قدمي إلّا وبسملةً منكِ وصلّيتِ في آثار عثراتي كساكِ ربي بهاءً من عنايتهِ أُنسيّةٌ سُقِيَت نورُ السماواتِ قد أودع الله قلبَ الأمِّ رحمتهُ وتحت أقدامِها فردوس جناتِ مقدسٌ دمعُها حقَّ الوضوء به لأجلِها كلُّ نُسكي وابتهالاتي إنّي أراني على كفّيكِ مُلتمساً أرجو دعاءَكِ في كلِّ المساءاتِ ناديتُ والليلُ في آذانهِ صممٌ فما الأثير سوى رجعِ صراخاتي أُقسِّمُ الشوقَ بينَ الأُمِّ والوطنِ وأصدقائي وأهلي والحماماتِ 15 _ هل توافق على مقولة إن إصدار الدواوين هو إثبات للذات أولا وأخيرا ؟ لكل شاعر بصمته المألوفة عند قرائه فأذا أستمر على ذات النهج في دواوينه هذا يعني تكرار للذات.. أما إذا تمكن من رفع منسوب ثقافته وقام بتلوين دواوينه وتخلص من الإسفاف وجاء بالجديد فمن حقه أن يفخر بأثبات وجوده... وتبقى الأجادة على قمة هرم الخلود فمثلا إبن زريق البغدادي خلدته قصيدته ( لاتعذليه) و دوقلة المنبجي خلدته قصيدته الوحيدة المسماة ( اليتيمة ) 16_ ما سر نجاح الشاعر ؟ التواضع من شيم النفوس الجميلة، والغرور قاتل، والثرثرة والتباهي تسقط قيمة الشاعر وشعره، فقصائد الشاعر هي لسان حاله التي تحدث عنه... ومن العوامل التي تعزز نجاح الشاعر هي تنوع مصادر إطلاعاته ليكون موسوعي الثقافة مستفيدا من الثقافات الأخرى مع الحفاظ على هوية الشعرية العربية فالتقليد والتشبه بشاعر أجنبي مثلا يفقد عناصر الطابع المحلي ويقضي على الصدق والعفوية ويحل محلهما التكلف والتصنع... كذلك من أسرار نجاح الشاعر هو عدم أستعجال الشهرة وأن يتوخى الحرص والدقة في جودة شعره بالألفاظ والمعاني وقدرة توصيل الأهداف من قصائده 17_ لمن تودع أسرارك وأراءك الشخصية ؟ قلوب الرجال صناديق مقفلة ونفسي أَوْلى بحفظ أسرارها... وعلى الصعيد الشخصي أنا أعيش في حالة عزلة ولم أجالس الأصدقاء من سنين طويلة.. أما شكواي وتعبيري عن الحالات النفسية والاجتماعية فأحاول أن أسكبها في قوالب شعرية.. فالشعر عندي هو حقيقتي التي أصنعها من أعماق خيالي ونفسي.. كلماتي تمثلني وتعبّر عن واقع حالي وحياتي ( أَرحَلُ مهموماً ) بقلم رعد الأغا ………………………………
مِنْ ماذا تَهربُ ياهذا.. ؟ مكشوفُ الرأسِ بعراءٍ وسماءكَ غَيماً وَرِذاذا لايوجد في الأرضِ مَلاذا أَحزِمُ أَمتِعَتي ..أَحمِلُها أَرحَلُ مَهموماً مَنبوذا إهرُبْ مِنها.. محضُ نِفاياتٍ بشريّه يَقطُرُ منها حِقداً وغباءاً ونفاقا إهرُبْ… إهرُبْ مِنْ خَلْقٍ لاتشبهَ آدم إلّا في السيرِ على اثنَيْنِ دُنياهُمْ وَحيُ خُرافاتٍ دَجَلٌ..في مُكرٍ..في مَيْنِ دَجَلٌ في مُكرٍ في مَيْنِ 18_ لو جلست وتساءلت حول ما أنجزته فماذا تقول ؟ يُصنف الشعراء حسب كم النتاجات والمنجزات الأبداعية إلى... ( مُكثر مُجيد )، ( مُقل مُجيد )، ( مُقل غير مُجيد ) و ( مُكثر غير مُجيد )... وكلما سألت نفسي من أيِّهم تصنيفي.. أسدلت الستار على سؤالي وتركته للآخر... ولكن يبقى طموحي في البحث عن سر الخلود من خلال قصائدي التي أحلم فيها بسلام الشعوب والحب الذي يضفي على الأنسان صفة الأنسانية والمساندة في الشعر لثوار الحرية وأن أكتب مابوسعي لعافية الوطن أَمْسَت قلوبُ الصابرينَ مَجامِرُ بِيضُ السرائرِ والبطونُ ضَوامِرُ الطالعونَ كما البروقِ من الدُجى وكما الرعودِ على الذين تآمروا قد هيّأوا أكفانهمْ……. وتسابقوا كانوا لعهد الفاسدينَ…… مَطامِرُ 19_ ماهي كلمتك لجيل اليوم ؟ أنا مع دعاة تطوير القصيدة العربية بشرط المحافظة على الوزن والقافية وليس مع المغالين في مفهوم الحداثة التي تطمس هوية الشعر العربي.. وإذ نجحت الحداثة في إنشاء الشعر الحر فذاك يعود الى الإبقاء على مضمون القصيدة العمودية وإعطاء فسحة أكبر للشاعر حتى يكمل فكرته بتخفيف القيود في عدد التفعيلات وفي تنوع القافية وهذا النجاح مع الأسف فتح الباب أمام المحدثين الجدد الذين ترجموا الحداثة على أهوائهم وعمدوا على أقتلاع جذور الشعر العربي واستسهلوا كتابة النصوص الخالية من الأيقاع والموسيقى.. ليس هذا وحسب بل أنتهجوا السريالية والكلام المبهم لحد صارت بعض النصوص مثل الطلاسم التي لايفك زرارها حتى كاتب النص. ( رسالة الى السياب ) بقلم: رعد الأغا .............................
((لو صحَّ وعدكِ يا صديقهْ لو صحَّ وعدكِ آه لأنبعثت وفيقهْ، من قبرِها)) ما زلتَ تبحثُ عن وفيقهْ! تاهَ الجميعُ وما بقى من يستدلَّ على طريقهْ الدربُ ضاعْ
ليلاس
الأرضُ تحرثُها القذائفُ، تبذرُ الأشلاءَ في كلِّ البقاعْ خمسٌ وعشرونَ انقَضَتْ وعيونُنا تجري دماً ظلَّ النـزيفُ بلا انقطاعْ ((أحس في الردى، برودة الصدى أشمَّ فيهِ عفن الزمانِ والعوالم العجيبة)) كالرعدِ كان مدوّياً عادَ التقاتلُ من جديدْ وبلادُنا نهبٌ غَدَتْ والخلقُ مثلُ القِشِّ يُنثِرُهُ الحديدْ جسدٌ تعرّى فأشتهى منهُ البعوضُ دمِ الوريدْ مثواكَ أَهدَأْ فاستَرِحْ صفّارةُ الإنذارِ دقّتْ في المقابرِ فانبطِحْ ((ناءٍ، بحارٌ بيننا، مدنٌ، صحارى من ظلام)) القصفُ كالمجنونِ فانتظر النشورْ الأرضُ في غضبٍ تدورْ الليلُ والدخانُ كالشبحِ الهصورْ غطى شناشيلَ ابنةِ الجلبي رُدَّ إلى القبورْ ((أين أنتِ، أتسمعين؟ صرخاتُ قلبي وهو يذبحه الأنين إلى العراق)) يَخفى نِداكَ فزَفْرَةُ الرشاشِ تَعطِسُ كلُّ حينْ جيكور يذبحها الأنينْ أتشمَّ في نَفَثاتِها حُرَقَ الفُراقْ؟ مسلولةٌ رِئةَ العراقْ مسلولةٌ رِئةَ العراقْ 20 _ كلمة تحب توجيهها إلى القراء ؟ قال أحدهم مُشكلاً على أبي تمام.. لماذا تقول ما لا يُفهم.. فقال له.. ولماذا لاتفهم ما أقول... ؟ ومن هذه الأشكالية أجد إن على الشاعر أن لايتقصد تعقيد اللغة في شعره ومن ثم يتهم القارئ بالجهل.. وفي نفس الوقت أن لايطرح فكرة القصيدة بالألفاظ والمعاني السطحية المباشرة... ونصيحتي للقارئ هي توسيع دائرة مداركه في الثقافة الأدبية ليتمكن من معرفة مايطوف في أخيلة الشاعر من خلال النص ولايكتفي بالقول الشائع ( المعنى في قلب الشاعر ) شكرا لحضوركم ومتابعتكم أحبتي .. دمتم بود
ليلاس
الأرضُ تحرثُها القذائفُ، تبذرُ الأشلاءَ في كلِّ البقاعْ خمسٌ وعشرونَ انقَضَتْ وعيونُنا تجري دماً ظلَّ النـزيفُ بلا انقطاعْ ((أحس في الردى، برودة الصدى أشمَّ فيهِ عفن الزمانِ والعوالم العجيبة)) كالرعدِ كان مدوّياً عادَ التقاتلُ من جديدْ وبلادُنا نهبٌ غَدَتْ والخلقُ مثلُ القِشِّ يُنثِرُهُ الحديدْ جسدٌ تعرّى فأشتهى منهُ البعوضُ دمِ الوريدْ مثواكَ أَهدَأْ فاستَرِحْ صفّارةُ الإنذارِ دقّتْ في المقابرِ فانبطِحْ ((ناءٍ، بحارٌ بيننا، مدنٌ، صحارى من ظلام)) القصفُ كالمجنونِ فانتظر النشورْ الأرضُ في غضبٍ تدورْ الليلُ والدخانُ كالشبحِ الهصورْ غطى شناشيلَ ابنةِ الجلبي رُدَّ إلى القبورْ ((أين أنتِ، أتسمعين؟ صرخاتُ قلبي وهو يذبحه الأنين إلى العراق)) يَخفى نِداكَ فزَفْرَةُ الرشاشِ تَعطِسُ كلُّ حينْ جيكور يذبحها الأنينْ أتشمَّ في نَفَثاتِها حُرَقَ الفُراقْ؟ مسلولةٌ رِئةَ العراقْ مسلولةٌ رِئةَ العراقْ 20 _ كلمة تحب توجيهها إلى القراء ؟ قال أحدهم مُشكلاً على أبي تمام.. لماذا تقول ما لا يُفهم.. فقال له.. ولماذا لاتفهم ما أقول... ؟ ومن هذه الأشكالية أجد إن على الشاعر أن لايتقصد تعقيد اللغة في شعره ومن ثم يتهم القارئ بالجهل.. وفي نفس الوقت أن لايطرح فكرة القصيدة بالألفاظ والمعاني السطحية المباشرة... ونصيحتي للقارئ هي توسيع دائرة مداركه في الثقافة الأدبية ليتمكن من معرفة مايطوف في أخيلة الشاعر من خلال النص ولايكتفي بالقول الشائع ( المعنى في قلب الشاعر ) شكرا لحضوركم ومتابعتكم أحبتي .. دمتم بود
التعليقات على الموضوع