شهم بن مسعود...مُحَمَّدُ خَيْرُ الخَلْقِ إسْمُكَ يُطْرِبُ

 

شهم بن مسعود


مُحَمَّدُ خَيْرُ الخَلْقِ إسْمُكَ يُطْرِبُ


مُحَمَّدُ خَيْرُ الخَلْقِ إسْمُكَ يُطْرِبُ
حَبِيبِي أبا الزَّهْرَاءِ أَنْتَ المُؤَدِّبُ
فَيَا خَيْرَ مَنْ عَزَّتْ بِهِ أََرْضُ مَكَّةٍ
و يا خَيْرَ دَاعٍ قَدْ أظَلَّتْهُ يَثْرِبُ
فَصَلُّوا عَلَى المَبْعُوثِ للنَّاسِ رَحْمَةً
صَلَاةً عَلَيْهِ تُبعِدُ الهَمَّ تُذهِبُ
هُوَ الصَّادِقُ الهَادِي إِلَى خَيْرِ مِلَّةٍ
هُوَ الكَوْكَبُ الدُرِّيُّ بَلْ هُوَ أَعْجَبُ
أَتُوقُ إِلَى الرَّوْضِ الشَّرِيفِ و إِنَّنِي
إِذَا ذُكِرَتْ عِنْدِي تَرَى الدَّمْعَ يُسْكَبُ
و أَدْفَعُ عَنْهُ لا أُبَالِي مَنِيَّةً
إِذَا مَا سَفِيهُ القَوْمِ قَدْ قَامَ يَكْذِبُ
لِسِيرَتِهِ هَا قَدْ نَظَمْتُ قَصِيدَةً
عَسَايَ بِهَا عِنْدَ الإلَهِ أُقَرَّبُ
أَرَادَ رَسُولُ اللهِ خَيْرًا بِقَوْمِهِ
فَنَادَاهُمُ يَا أَهْلَ مَكَّةَ قَرِّبُوا
دَعَاهُمْ إِلَى التَّوْحِيدِ فِيهِ نَجَاتُهُمْ
و جَنَّاتِ عَدْنٍ لَيْسَ فِيهَا تَحَوُّبُ
فَلَاقَى مِنَ القَوْمِ التَّكَبُّرَ و الأَذَى
جَمِيعُهُمُ صَدُّوا عَنِ الحَقِّ..كَذَّبُوا
سِوَى عُصْبَةٍ لِله دَانَتْ قُلُوبُهُمْ
فَذَاقُوا مِنَ الوَيْلَاتِ مَا العَقْلَ يُذْهِبُ
و لَكِنَّ رَبَّ الكَوْنِ أَنْزَلَ صَبْرَهُ
فَثَبَّتَ أَقْدَامًا و هَانَ التَّعَذُّبُ
و قَالَ كَبِيرُ القَوْمِ يَا صَاحُ فَارْتَدِعْ
أَعَنْ مِلَّةِ الآبَاءِ تُلْهِي و تَرْغَبُ
فَتَبًّا لَهُ تَبًّا و مَنْ كَانَ مِثْلَهُ
أَبُو لَهَبٍ لِلنَّاسِ قَامَ يُؤَلِّبُ
سَيَصْلَى بِنَارٍ لَنْ يُنَجِّيهِ مَالُهُ
و أُمُّ جَمِيلٍ فِي جَهَنَّمَ تَحْطِبُ
فَلَمَّا رَأَى أَنَّ التَّكَبُّرَ دِينُهُمْ
و أَنْ لَيْسَ فِي هَذِي الجَمَاعَةِ مَطْلَبُ
تَأَذَّنَ رَبُّ العَرْشِ فِي هِجْرَةٍ بِهَا
رَفِيقُ رَسُولِ اللهِ لِلْخَيْرِ يَصْحَبُ
فَسَارُوا إِلَى أَرْضِ المَدِينَةِ خِفْيَةً
عَلَى إِثْرِهِمْ تَمْشِي ذِئَابٌ و أَكْلُبُ
و أتْبَعَهُمُ يَجْرِي بِخَيْلٍ سُرَاقَةُ
فَغَاضَتْ به أرْض إذا كادَ يَقْرَبُ
و نَجَّاهُ رَبّي مِنْ بَرَاثِنِهِمْ إِذَا
عَلَى الغَارِ أَلْقَى الرَّحْلَ طَيْرٌ و عنْكبُ
فَهَذَا رَسُولُ اللهِ حَلَّ بِطِيبَةٍ
و هَلَّلَت الأَنْصَارُ إِذْ حَلَّ مَوْكِبُ
و شَادَ بَنُوا الإِسْلَامِ أَوَّلَ مَسْجِدٍ
بِهِ ازْدَانَتِ الدُّنْيَا كَمَا انْجَابَ غَيْهَبُ
بِبَدْرٍ قُرَيشٌ جَاءَ يَزْحَفُ جَمْعُهَا
جَحَافِلُ للفِتْيَانِ تَمْشِي و تَركَبُ
يُرِيدُونَ أَنْ يَلْقَوْا مُحَمَّدَ بَعْدَمَا
تَوَلَّى أَبُو سُفْيَانَ نَجّاهُ مَهْرَبُ
أَرَادُوا نِزَالًا فَانْبَرَى قَائِمًا لَهُمْ
بَنُو هَاشِمَ الأَخْيَارُ كُلٌّ مُهَذَّبُ
و لَاقَوا صَنَادِيدًا كِرامًا أَغِرَّةً
و كُلُّهُمُ نَيْلَ الشَّهادَةِ يَطْلُبُ
زُبَيْرُ حَوَارِيُّ النَّبِيِّ و طَلْحَةٌ
و سَعْدٌ و حَمَّالُ اللِّوَاءَاتِ مُصْعَبُ
و حَيْدَرَةٌ شَاكِّي السِّلَاحِ و عَامِرٌ
و حَمْزةُ لَيْثُ الله بالسَّيْفِ يَلْعَبُ
و أَوْسٌ أحَاطَتْ بالرَّسُولِ و خَزْرَجٌ
و جِبْرِيلُ فَوْقَ الخَيْلِ لِلْهَامِ يَضْرِبُ
فَبَادَ أبو جَهْلٍ و عُتْبَةُ و إبنُهُ
و شَيْبَةُ ناشَتْهُ نُيُوبٌ و مِخْلَبُ
و فَرَّتْ قُرَيْشٌ و إسْتُبِيحَتْ جُمُوعُها
و قد ظَنَّتِ السَّادَاتُ أَنْ سَوفَ يَغْلِبُوا
و مَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ أَطَاعُوا نَبيّهُمْ
عَصَوْهُ فأُلْقُوا بِالقَلِيبِ و كُبْكِبُوا
و ظَلُّوا لِعَامٍ يَلْعَقُونَ جِرَاحَهُمْ
نِسَاؤُهُمُ تَبْكِي الفَوَارِسَ تَنْدُبُ
و فِي أُحُدٍ جَاءَتْ كِنَانَةُ كُلُّهَا
ثَلَاثَةَ آلَافٍ لَهَا الثَّأْرَ تَطْلُبُ
فَذَاقُوا وَبَالًا مِنْ لُيُوثٍ مَهِيبَةٍ
عَلَى قلَّةِ الأَعْدَادِ مَا فَرَّ أَشْيَبُ
و لَوْلَا رِجَالٌ خَالَفُوا أَمْرَ أَحْمَدٍ
لَلَاقَتْ قُرَيْشٌ مَا يَسُوءُ و يُكْرِبُ
عَفَا عَنْهُمُ الرَّحْمَانُ بَعْدَ خَطِيئَةٍ
و زَالَ مِنَ الزَلّاتِ مَا قَدْ تَنَكَّبُوا
و قَدْ أَنْزَلَ اللهُ السَّكِينَةَ بَعْدَ أَنْ
مِنَ المُشْرِكِينَ الغَاشِمِينَ تَهَيَّبُوا
و مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فَالجِنَانُ مَقَامُهُ
مَعَ الأَنْبِيَاءِ المُرْسَلِينَ تَقَلَّبُوا
هَنِيئًا لَهُمْ فَوْزٌ و نَيْلُ شَهَادَةٍ
سَيَلْقَوْنَ رَبَّ العَرْشِ و الجُرْحُ يَشْغُبُ
و إِنْ مَسَّهُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ غَيْرَهُمْ
قُرُوحٌ بِنَصْلِ السَّيْفِ لِلرُّوحِ تَسْلِبُ
و لَمَّا أَتَى الأَحْزَابُ تَرْكُضُ خَيْلُهُمْ
و كُلُّ فَرِيقٍ مِنْهُمُ مُتَلَبِّبُ
يُرِيدُونَ شَرًّا بِالرَّسُولِ و صَحْبِهِ
و كَانَتْ يَهُودٌ جَمَّعُوهُمْ و أَلَّبُوا
و إِذْ بَلَغَتْ خَوْفًا قُلُوبٌ حَنَاجِرَا
فَهَذَا و أَيْمِ اللهِ يَوْمٌ عَصَبْصَبُ
و إِذْ بِكُمَاةِ المُشْرِكِينَ تَقَدَّمُوا
عَلَى رَأْسِهِمْ عَمْرُو بن وِدِّ مُغَلَّبُ
فَجَنْدَلَهُ و الكُلُّ يَنْظُرُ بَاهِتًا
عَلِيٌّ أَبُو السِّبْطَيْنِ ليثٌ مُجرَّبُ
فَفَرَّ ضِرَارٌ و الفَوَارِسُ خَلْفَهُ
و بَاقِي مَغَاوِيرِ السُّرَاةِ تَهَيَّبُوا
و جَاءَتْهُمُ الرِّيحُ العَقِيمَةُ بالدُّجَى
لِتُخْمِدَ نَارًا و الخِيَامَ تُخَرِّبُ
و قَدْ صَالَحُوهُ فِي الحُدَيْبِةِ التِي
تَأَذَّنَ فِيهَا النَّصْرُ و الفَتْحُ يَعْقُبُ
و فِي خَيْبَرٍ قَادَ الجُيُوشَ لِفَتْحِهَا
تُنِيرُ ظَلَامًا.. لِلْأَعَادي تُأَدِّبُ
و أَعْطَى لِواءَ الفَتْحِ للصّاحِبِ الّذي
تَخَيَّرَهُ الرَّحْمَانُ و هْوَ مُحَبَّبُ
فَدُكَّتْ حُصُونٌ لِلْيهودِ بخَيْبَرٍ
و خَرَّ صَرِيعًا كَبْشُهَا الفَحْلُ مَرْحَبُ
و لَمَّا قُرَيْشٌ أَخْلَفَتْ وَعْدَهَا و قَدْ
أَرَاقَتْ دِمَاءً أَصْبَحَتْ تَتَرَقَّبُ
قُدُومَ رَسُولِ اللهِ لِلْبَيْتِ فَاتِحًا
عَلَى رَأْسِ جَيْشٍ لِلطُّغَاةِ يُشَذِّبُ
فَطَهَّرَ بَيْتَ اللهِ مِنْ كُلّ مُنْكَرٍ
و ثَبَّتَ رُكْنَ الدِّينِ لَا يَتَذَبْذَبُ
و دَانَتْ لَهُ كُلُّ البُطُونِ مُطِيعَةً
و لَانَتْ قُلُوبٌ كَانَ فِيهَا التَّعَصُّبُ
و أَغْضَى رَسُولُ اللهِ عَنْ طُلَقَائِهِمْ
جَزَيْتُكُمُ البَأْسَاءَ بِالخَيْرِ فَاذْهَبُوا
و يَوْمَ حنَيْنٍ أَقْبَلَتْ مَعْ هَوَازِنٍ
ثَقِيفٌ بِجَيْشٍ لِلسَّمَاوَاتِ يَحْجِبُ
و هِيلَتْ قُلُوبُ المُسْلِمِينَ بُعَيْدَمَا
اسْتَحَرَّ قِتَالٌ و السُّيُوفُ تَلَهَّبُ
فَأَيَّدَكَ اللهُ الكَرِيمُ بِجُنْدِهِ
مَلَائِكَةً جَاءَتْ لِنَصْرِكَ تُرْعِبُ
فشَاهَتْ وُجُوهٌ مِنْ هَوَازِنَ إِذْ رَمَى
عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ مَا الضَّوءَ يُذْهِبُ
و آزَرَكَ الرَّحْمَانُ بِالنَّصْرِ و اللُّهَى
فَمَا رَأَتِ الأَعْرَابُ ما هُوَ أَعْجَبُ
و يَوْمَ تَبُوكٍ مَازَ رَبِّي عِبَادَهُ
ثَلَاثُونَ أَلْفًا كُلُّهُمْ مُتَأَهِّبُ
و قَامَ إِلَيْهَا المَاسِكُونَ بِدِينِهِمْ
و عَنْ زَحْفِهَا كُلُّ المُرَائِينَ غُيَّبُ
عَلَى أَنَّ عَبْدًا قَدْ أَضَاعَ بَعِيرَهُ
فَأَقْبَلَ مَشْيًا ..ذَا الغَفَارِيُّ جُنْدُبُ
و فِي حَجّهِ أَلْقَى عَلَى النَّاسِ خُطْبَةً
رَأَيْتَ عُيُونَ القَوْمِ مِنْهَا تَحَلَّبُ
لَعَلِّيَ لا أَلْقَاكُمُ بَعْدَ يَوْمِنَا
فَسِيرُوا بِمَا عَلَّمْتُكُمْ و تَأَدَّبُوا
عَلَيْكُمْ بِهَدْيِي و الكِتَابِ و سُنَّتِي
فَعظُّوا عَلَيْها بالنَّوَاجِذِ تَكْسِبُوا
فَصَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا خَيْرَ مُرْسَلٍ
و صَلَّى عَلَيْكَ النَّاسُ مَا الشَّمْسُ تَغْرُبُ
و لَسْتُ أُوَفِّي حَقَّ أَحْمَدَ فِي الوَرَى
و لَوْ بِتُّ دَهْرِي فِي مَزَايَاهُ أَكْتُبُ
فِدَاكَ رَسُولَ اللهِ عِرْضِي و مُهْجَتِي
فِدَاكَ بَنِيَّ الكُلُّ و الأُمُّ و الأَبُ
فَيَا خَيْرَ أَهْلِ الأَرْضِ هَلْ مِنْ شَفَاعَةٍ
و هَلْ أَنَّنِي يَوْمًا مِنَ الحَوْضِ أَشْرَبُ
فَقَدْ أَسْعَدَ المَاضِينَ رِفْقَةُ أَحْمَدٍ
و رِفْقَتُهُ فِي جَنَّةِ الخُلْدِ مَأْرَبُ

شهم بن مسعود

ليست هناك تعليقات