احمد مانع الركابي...( الرضا)
( الرضا)
لا تَلتفتْ فَجميعهم حسادُيا صاحبي وحديثهم أحقادُ
فعلامةُ الحسادِ أنّ صدورهم
كالنارِ فيها للحريقِ رمادُ
لا شيء فيهم للعطاءِ لأنّهم
موتى وداخلهم يعيشُ فسادُ
قد علّمتني هذه الدنيا لما
فيها تنازعُ بعضها الأضدادُ
ولمَ المحبّة غايةٌ يسمو بها
بعضٌ وبعضٌ للهوى ينقادُ
ولمَ الحياةُ إذا طوتنا يختفي
شخصٌ وشخصٌ موتهُ ميلادُ
يبقى مضيئا في الزمانِ كأنّهُ
شمسٌ لها حضنُ السماء مهادُ
فالطارئون بناؤهم مهما علا
يمحى ولن تبقى له أوتادُ
ستجيبُ عادٌ لو سألت لرملها
أين اختفتْ إرمٌ وأين عمادُ؟
ستقولُ حين تهدّمت بصدورهم
قيمُ الحياةِ وثمّ غابَ رشادُ
ذبلتْ تواريخُ الحياة فأينعتْ
أيّامهم كيما يحينَ حصادُ
يا صاحبي عالجْ جراحكَ بالرضا
وتأمّلٍ لـــــــــرؤاكَ فيه سدادُ
فالفكرُ نورٌ لو ملكتَ حروفهُ
يهوى ويعتنقُ الحياةَ فؤادُ
ولوحشةِ الدنيا يضيءُ ككوكبٍ
ينزاحُ منهُ عن الصدور سوادُ
فالحبّ مفتاحُ الوصولِ إلى الرضا
وســــــــعادةٌ فيها القناعةُ زادُ
هذي الحياةُ حكايةٌ طوبى لمن
في ذكرهِ يتفاخرُ الأحــــــــفادُ
التعليقات على الموضوع