نجاة بشارة...كالجُرحِ.. لكن لا يراهُ سوى أنا

 

نجاة بشارة


كالجُرحِ.. لكن لا يراهُ سوى أنا


كالجُرحِ.. لكن لا يراهُ سوى أنا
ما بين بيني في الحوارِ الأبكمِ
كقصيدةٍ ملأى بأشجانِ النوى
كُتِبَتْ ولكن في انقباضاتِ الدمِ
كالغيمِ يطفو في ثنايا جبهتي
هو زاهدٌ لا يستديرُ على فميْ
أنا في لغاتِ الصمتِ أعلمُ أنني
خبَّأتُهُ وجعاً وينخرُ أعظُميْ
وشَكَوتُهُ للهِ، قد جُنَّ الهوى
ألمُ الحنينِ وعزّتيْ وتأزُميْ
جرحانِ والنارُ التي في أضلعي
رباهُ في جذري تلوكُ وبُرعُميْ
حين افترقنا كان جداً سيئاً
وأنا كطفلٍ يلتجيهِ ليحتميْ
والدمعُ في عينيَّ لَدْغُ عقاربٍ
أطفى نواظرَ مهجتيَّ وأنجميْ
لله ما أقساهُ، كنتُ فراشَةً
قد قصَّ أجنحتي وأحرقَ مبسميْ
إني كفرتُ على يديهِ بكلِّ ما
في الحبِّ من معنى بِقَدرِ تَهَدُّميْ
قد كنتُ شاعرةَ الغرامِ وشاهدي
في كلِّ نهدٍ للقصيدةِ .. مَنجمِي
وكأنَّ خزّافاً يُكَسِّرُ فجأةً
ما قد رآهُ ودون أيِّ تَرَحُّمِ
أواااااهُ.. ماااااأقساهُ حين احتجتُهُ
في الليلةِ الحمقاءَ جئتُ لأرتميْ
فاستلَّ خِنجَرَهُ وأغمدَ نَصلَهُ
في خافقي.. أخذ العزا في مأتميْ
حملَ النعوشَ السودِ في ألقِ الضحى
ورَأَوهُ محتفِلاً بغيرِ تَكَتُّمِ
أوَليسَ يُدرِكُ أنَّ ذَبحي لم يَكُنْ
شرعاً يجوزُ ولا لِعُرْفٍ يَنتمي ؟

نجاة بشارة

ليست هناك تعليقات