الشامخ نايف..أَفْيُونٌ

 

الشامخ نايف

(أَفْيُونٌ)


لَا تُدمِنِي غَزَلِي وَلَا أَشعَارِي
فَأَنَا أُمَارِسُ فِي الهَوَى أَسحَارِي
وَلتَحذَرِي إِن قُلتُ فِيكِ قَصِيدَةً
وَمَزَجتُ مَاءَكِ فِي جُنُونِي النَّارِي!
أَخشَى تُنَادِينِي غَدًا يَا مُتلِفِي،
سَأَمُوتُ فِيكَ؛ وَقَد أَخَذتُ قَرَارِي
أَوقَعتَنِي -وَالحُبُّ أَجمَلُ وَقعَةٍ-
فِي جُبِّكَ المَملُوءِ بِالأَخطَارِ
أَرجُوكَ أَنقِذنِي بِوَصلٍ يَا فَتَى،
حَتَّى يَعُودَ بِوَصلِكَ استِقرَارِي
إِنِّي عَشَقتُكَ كَيفَ أَمسِكُ خَافِقِي
وَهُوَ الَّذِي وَلَّاكَ لِاستِعمَارِي؟!
فِي الحُبِّ يَأتَمِرُ المُحِبُّ لِحُبِّهِ،
لَيسَ الَّذِي فِي الحُبِّ كَالأَحرَارِ
كُن مُؤمِنًا يَا مَن سَلَبتَ مَشَاعِرِي،
أَتعَبتَنِي بِطَبَائِعِ الكُفَّارِ...!
.
.
.
لَا تَعشَقِينِي شَاعِرًا فَأَنَا كَمَا
إِدمَانُ أَفيُونٍ بِلَا عَقَّارِ!
كُلُّ النِّسَاءِ مَتَى أَقُولُ قَصِيدَةً
يَغرَقنَ فِي صَدرِي وَفِي أَفكَارِي
غَزلِي الَّذِي مُوسَقتُهُ بِجَمِيلَتِي
أَضحَى لِكُلِّ جَمِيلَةٍ فِي الدَّارِ
دُهِشَت بِمَن يَعشَقنَ كُلُّ عَشِيقَةٍ
إِن رَتَّلُوا فِي الحَبِّ مِن أَشعَارِي
لَا قَيسُ يُشبِهُنِي،
وَعَنتَرُ عَاجِزٌ عَنِّي،
جَمِيلٌ خَاسِرٌ كَنِزَارِ...
فُقتُ الجُنُونَ، فَصِرتُ أَعقَلَ عَاشِقٍ
صَانَ الهَوَى مِن سَطوَةِ الفُجَّارِ
فَالحَبُّ يَأْتِي كَالنَّسَيمِ، وَ رُبَّمَا
يَأتِي عَلَى الخَفَّاقِ كَالأَحجَارِ
يَا حُلوَةٌ، وَالحُسنُ فِيكِ قَضِيَّةٌ
عَكَفَت عَلَى تَحلِيلِهَا أَفكَارِي
يَا ضِحكَةُ الدُّنيَا مَتَى أَطلَقتِهَا
تَزدَانُ أَرضُ اللَّهِ بِالأَزهَارِ،
إِنَّ القَصِيدَةَ لَا تُرِيدُ سِوَى دَمِي
حِبرًا، وَتَنزِفُنِي بِلَا إِنذَارِ
فَأَنَا مَتَى مَا الوَحيُ أَلهَمَ خَافِقِي
شِعرًا؛ يُؤَدِّي فَرضَهُ قِيثَارِي
فالشِّعرُ نِصفِي، وَالغَرَامُ بَقِيَّتِي
رُوحَانِ بِي كَاللَّحنِ وَالأَوتَارِ
مَا قِيلَ مِن غَزَلٍ أَمَامَ تَغَزُّلِي:
زَبَدٌ بِلَا مَعنَى أَمَامَ بِحَارِي.

الشامخ نايف

ليست هناك تعليقات