الوداع الأخير...صفية الدغيم

القائمة الرئيسية

الصفحات

لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

  لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما قدْ باتَ حبّي واضحاً للنّاسِ وجميعهمْ عرفوا بأنّي هائمٌ والقلبُ من حرِّ البُعادِ يُقاسي فَضَحَتْ شجونُ الليلِ كلَّ مشاعري إذْ باتَ حبّكِ في صدى أنفاسي واستوطنتْ عيناكِ كلَّ قصائدي وملامحُ اسمِك أَفْعَمَت كُرَّاسي لا تسألي هذا السّؤالَ تريّثي أنا في الهوى قدْ قُلِّعَتْ أضْرَاسي كَمْ تسألينَ وتعرفينَ إجابتي لاتضربي الأخماسَ للأسداسِ ماكلُّ مَنْ طلبَ الإجابة جاهلاً بعضُ الجوابِ يكونُ في الإحساسِ عبدالناصر عليوي العبيدي

الوداع الأخير...صفية الدغيم

 



الوداع الأخير


أكرم بياضكَ وابتعد يا صاحبي
قالت تجاعيدي لرأسي الشّائبِ
أنا يا بلادي ما تركتكِ كارهاً
أنتِ التي سلِّمتِ رأسَ محاربِ
فلتستريحي الآن إنّي راحلٌ
وحزمتُ أمري قبلَ حزمِ حقائبي
ولمَ الرحيل ؟ دعي الجوابَ لحينهِ
لا وقتَ عندي كي أعُدَّ مصائبي
أنا ما عزمتُ على طلاقكِ من دمي
حتَّى رأيتكِ تَنحنينَ لِغاصبِ
فلتذكريني عندَ أوَّلِ رَكلةٍ
مِن رِجلِ مُحتلٍّ وفتلةِ شاربِ
أيامَ شِلتُكِ فوقَ ظهري لم أكن
أشكوكِ قَطُّ وقلتُ : هذا واجبي
يا ما رَوَيتكِ بالدماءِ وعندما
يَبِسَت عُروقي كنتِ أوَّلَ حاطِبِ
و رَأيتِني أهديكِ آخرَ شهقةٍ
وتَركتِني وأخذتِ دورَ مُراقبِ
مع ذاك لم أخنِ الأمانةَ والذي
خلاّكِ عيني ثم قوَّسَ حاجبي
والآنَ أنظرُ في المرايا لا أرى
إلّاكِ ماثلةً بوجهي الشَّاحبِ
إن قلتُ أني مانسيتكِ صَدّقي
أو قلتُ أنَّك فِيّ لستُ بكاذبِ
أبحرت ليس معي سوى مرثيَّةٍ
تبكي عليكِ دماً وقلبٍ غاضبِ
أدري بأنِّي غارقٌ وبأنني
بأظافري ثَقَّبتُ كُلَّ مراكبي
لكنني يا بحرُ مالي موطنٌ
فيها فلا تنظر بِعَينِ مُعاتِبِ

صفية الدغيم

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان