ملًَ اليراع وجفًَ الحبر من حَزْنٍ...كلمات أبو جعفر الشلهوب
ملًَ اليراع وجفًَ الحبر من حَزْنٍ
ماذا سيكتب حبرٌ فارَ وانتحبا
قَهْرًا، وليسَ يجيد البوح إن كتبا
ملَّ اليراع وجفَّ الحبر من حَزنٍ
وخافقي من لظى آهاته التهبا
ماذا سأكتب والأقلام عاجزةٌ
عن البواح وتشكو السقم والنصبا
ماذا سأكتب والأقلام قد يئست
تفيضُ مقلتُها من هَمِّها عَتَبا
إلا التلوع والآهات باكيةً
على السطور ودمع العين منسكبا
ترنو إلى واقع الأحوال محبطةً
لم ينأَ ليلٌ ولا إصباحنا اقتربا
سودُ الدياجي على أكبادنا جثمت
وكحلُها فوق هامات السنا ركبا
وكلما لاح في ديجورنا قبس ٌ
قلنا الدُّجى لملم العتمات وانسحبا
والصبح عاد بأنوارٍ مشعشعةٍ
من بعد ردحٍ نأى بالعزِّ مغتربا
وصفحة الجور في أوطاننا طُويت
وبيرق العدل في بلداننا انتصبا
وعادت الضاد تسنو بعدما حلكت
فيها الدياجي وصار النور مكتئبا
قد عادت الضاد تسمو بعدما عثرت
لتعتلي شمسُها العلياء والسّحبا
عادت لترجع أيامًـا بها سمقت
وترجع الأمس والمجد الذي ذهبا
أيام كان كتاب الله منهجها
لما اتخذناه دستورًا ومنتسبا
وهديُ أحمدَ مشكاةٌ لمسربنا
وغيره ما رغبنا الجاه والنسبا
سَما بنا الهديُ والتّنزيلُ منزلةً
وفيهما قد بلغنا في المدى الرُّتبا
كيف ارتضينا بذلّ العيش منزلةً
ونورنا زاحم الأقمار والشهبا؟
ماذا سأكتبُ؟ كلُّ الأمنياتِ غدت
شيخًا يشيبُ ولم يلقَ الذي طَلَبا
لا الصبحُ جاء بأنوارٍ مشعشعةً
ولا الدّجى لملمَ العتماتِ وانْسَحبا
كلُّ الأزاهيرِ ماتت في تبرعُمِها
وكلُّ أشتالِـها قد أصبحت حَطَبا
لم يتركوا الصّبحَ لمّا ساقُهُ انْتَصَبَتْ
كي يمتطي صهوةً،لكنّهُ انْقَلبا
تمترسوا في دروب النور واجتمعوا
ولفّقوا للسنا ويلاتنا كذبا
وقيدوا نورَهُ في كلّ بارقةٍ
سنا بها النّور واغتالوا بها الشهبا
لتبقى أمتنا بالجهل غارقةً
لا تتبعُ الصّبحَ في سيرٍ إذا وثبا
مسلوبةَ الرّأيِ، راحات مكبلة
وفي مرابعها قد أشعلوا اللهبا
حتى تظلَّ بلادُ العُرْبِ شاردةً
وكلُّ ذئبٍ عَوى تهديهِ ماطَلَبا
التعليقات على الموضوع