اللهُ الخَـبيـرُ ...يحيى الهلال

 

اللهُ الخَـبيـرُ

بـالـعِـلمِ والـتّجـريبِ نـَبـني خـبرةً

والـخُـبرُ فـي كـلّ الـعـلومِ عـسيـرُ

لِـلـعـلمِ أبـوابٌ تضيقَ على الحِجا

فــي كــلِّ بــابٍ خــادمٌ، وأمــيــرُ

وفـروعـُهُ نـحـوَ الـسـّماءٍ دروبُـهـا

وشـموسُـهُ حُـجـبَ الظـّلامِ تـُنـيرُ

َفـيهٍ الـسـّعـادةُ لـِلأنــامِ وخـيـرُها

والـشّـرُّ؛ إن مـلـَكَ الـزّمـامَ حـقـيرُ

عِـلـمُ الإلـــهِ مـُنـزّهٌ عـن عـِلـمـِنــا

وهـوَ الـعـلـيـمُ بـِخلـقــهِ وخـبـيـرُ

وأحـاطَ عـلمـًا بِـالـظّـواهـرِ كـلِّـهـا

وبَـواطـنِ الأشـياءِ كـيفَ تـسـيـرُ

وبـِمـا يُـحـرِّكُ ســاكـنـًا، وبـِذرّةٍ

في الكونِ إذْ سكَنتْ، وأين تصيرُ

لا تـعـزُبُ الأخـبـارُ عنـهُ بـأرضـنـا

أو فـي السّـمـا، كلٌّ لَديـهِ حضـورُ

والـخُـبـرُ زادَ على العـلومِ بـيـانـُهُ

كُـنـهَ الـحـقائـقِ والـخـبـيرُ قـديـرُ

ذو خـِبـرةٍ، ودرايــةٍ لا تـنـتـهــي

قـبـلَ الـخـليقةِ لـوحُـهُ المسطـورُ

وقـديـمـةٍ قِـدمَ الـوجــودِ لِـربّـنــا

هـوَ سـامـعٌ ذو حـِكـمـةٍ وبـصـيـرُ

وهـوَ الـلّطـيفُ ولـم يزلْ بـعـبـادهِ

مـنـهُ الـهُدى والـعَـونُ والـتّيسـيرُ

وهوَ الخبيرُ بما يكونُ وما مضـى

وبـِمـا سـيـأتـي لاحـقـًا ويـصـيـرُ

ثِـقْ بـالخـبـيرِ بِـكـلّ مـا يـخـتـارُهُ

فـالـخـيرُ فيـهِ مـُحـقـّقٌ مَـنـظـورُ

والـشـّرَّ فـاحـذرْ قـولَـهُ او فِـعـلَـهُ

سِــرًّا، وجـهـرًا، والـزّمــانُ يَــدورُ

وكِــلِ الأمــورَ لِـكــافـلٍ ومــُدبــّرٍ

فـلـَهُ الـقضـا، والحُـكمُ، والـتّدبيرُ

وهـوَ الـعلـيمُ بحـالـِنا، وصـلاحـِنا

يـومَ الـقيامـةِ يُـكشـفُ الـمسـتورُ

والـنّـارُ تـزفـُرُ، والجِـنانُ تـأهـّبـتْ

والـنـّاسُ-حـَتمـًا - فـائـزٌ وحـسـيرُ

يــا ربُّ إنّــي قـد أتـيـتُـكَ تـائـبًـا

غـلـبَ الشّـقـاءُ علَـيَّ والـتّقـصـيرُ

وأنـا بِـرحـمتكَ الـوسـيعةِ طـامـعٌ

مـنكَ الـرّضـا، والجـودُ والـتّغييـرُ

أزكى الصلاةِ على الحبيبِ محمّدٍ

هـوَ شـافـعٌ، ومًُبـشّـرٌ، ونــذيــرُ

..............................

الخِبرُ والخُبرُ والخِبرةُوالخُبرةُ والمخبَرَةُ والمخبُرةُ كله العلم بالشيء. ( لسان العرب)، وزاد عليه العلماء: العلم بخفايا وبواطن الأشياء، فالخبير فيه زيادة على العليم وهي العلم بظواهر الاشياء وخفاياها.

يحيى الهلال