ربّةُ الخِدرِ...فاطمة الزهراء غربي
ربّةُ الخِدرِ
عبثاً تحاولُ فعلَ مالمْ يُفعلِ
: نيلَ الثُّريّا والسّماك (١) الأعزلِ
فأنا الثريّا والسّماكُ منازلي
هيهاتَ أنْ ترقى لذاك المنزلِ
من قرّ في الوهَداتِ ليس بمرتَقٍ
شأوَ العُلا يوماً ولا هو مُعتَلِ
قمَماً تعزُّ سِوى على من راودتْ
درجاتُها نفساً سمَتْ لمْ تسفُلِ
وإذا النّفوسُ بعزْمِها جاشتْ أبتْ
ألّا اجتراحَ المستحيلِ المعضِلِ
ما كانَ باعِي في المكارمِ قاصراً
إذ نلتُها مهلاً بدونِ تعجُّلِ
هَوناً على رِسْلي امتلكتُ مفاخري
وتركتُ غيري خابطاً في الهَوجلِ (٢)
أنا مُهرةٌ عربيّةٌ أنسابُها
كرُمتْ ولم تؤُشبْ(٣) بخسّةِ موئلِ
أنا بنتُ "باديسَ" الهِزبْرِ فسلْ بهِ
أستاذَ دهرِك وهو غيرُ مضلِّلِ
ينبئْك عنْهُ بما جهلتَ وإنّما
جهلَ الحقيقةَ كلُّ من لمْ يسألِ
أنا ربّةُ الخِدرِ الّذي حفّتْ بهِ
أرسالُ خيلٍ طُهّمتْ للقَسطلِ (٤)
أُسُدٌ على صهواتِها ارتاعتْ بهم
مِحنُ الزّمانِ وأحجمتْ لم تُقبلِ
خِدْري تكنّفهُ العفافُ وحولَهُ
جرتِ الدّماءُ غزيرةً كالمنهَلِ
إنْ رابني نذلٌ تُخطِّفَ لحمُهُ
من كلِّ عُقّابٍ وبازٍ نهْشَلِ (٥)
ونسَلْتُ من أمّي "خُناسَ"ولم يزلْ
بي مَحتِدٌ (٦) حرُّ رفيعُ تسلسُلِ
عزّي وفخري وانْتسابي أصلُهُ
دينُ الإلهِ ونهْجُ أكرمَ مُرسلِ
التعليقات على الموضوع