عبدالناصر عليوي..مكارمُ الأخلاقِ
مكارمُ الأخلاقِ
ومكارمُ الأخلاقِ كانتْ منهجاً
للعُربِ مهما ساءتْ الأحوالُ
هي كالنّجومِ بها الأكارمُ تقتدي
وتلوحُ في الأفْقِ البعيدِ جبالُ
إن الشّجاعةَ في المكارمِ أصلُها
وبدونها تتمايلُ الأحمالُ
عمرو وعنترةُ الكرامِ منارةٌ
فخرُ الرجالِ وعزّةُ تختالُ
إنّ الكرامةَ لا يُداسُ حياضُها
لو تُزهقُ الأرواحُ أوتُغتالُ
من ابن كلثوم تكون دروسُها
وبفعلِه تتزيّنُ الأفعالُ
فالعهدُ عندَ العربِ كان مقدساً
بوفائِه يتنافسُ الأبطالُ
رفضَ السّموألُ أن يخونَ عهودَه
وتطوفُ حولَ حصونِه الأهوالُ
وإغاثةُ الملهوفِ عرفٌ واجبٌ
إنّ التقاعسَ في النّداءِ محالُ
ومروءةُ الفرسانِ أمرٌ ثابتٌ
إنّ اللصوصَ عليه لا تحتالُ
والحلمُ من شِيَمِ الكرامِ يزيدُهم
خُلُقاً وفيهم تعقدُ الآمالُ
معنٌ وأحنفُ في الرّجالِ أماجدٌ
كالبحرِ منه الدرُّ قد ينهالُ
وقِرى الضّيوفِ من الثّوابتِ عندهم
ولأجلها كم أُنفقتْ أموالُ
فالجودُ فخرٌ والسّخاءُ فضيلةٌ
وبجودِ حاتمِ تُضربُ الأمثالُ
ولنُصرةِ المظلومِ تُعقدُ رايةٌ
وتسيرُ خلفَ لوائِها أرتالُ
هذي صفاتُ الحرِّ في أسلافِنا
عبرَ العصورِ توارثَ الأجيالُ
وبعصرِنا الموبوءِ محضُ حكايةٍ
وكأنّها أسطورةٌ وخيالُ
ماذا نقولُ إذا الأسافلُ قد علتْ
وتصدّرتْ لأمورِنا الأنذالُ
التعليقات على الموضوع