إلى فظٍّ غليظِ القلب...إيمان الكاشف


 

إلى فظٍّ غليظِ القلب


برودُكَ قاتلٌ وأنا أَموتُ
بحبِّكَ ثمَّ يَقتُلُني السُّكوتُ
أقلبُكَ مِن حديدٍ أم صخورٍ
بها لثمودَ قد نُحِتَت بيوتُ؟
أُسَبِّحُ باسمِ حبِّكَ كلَّ يومٍ
كيونُسَ والذي أَهواه حوتُ
ولستُ أُريدُ يَنبُذُني؛ ففيهِ
سأَلبَثُ والفَناءُ به قنوتُ
تَجَلَّى الحُبُّ، خرَّ الشِّعرُ صعْقًا
ولستَ تُدَكُّ، حتَّامَ الثُّبوتُ؟!
تُرى أتَبِعتَ سِحرًا سامريًّا
ومَن عبَدَتكَ تَظلِمُها البُخوتُ؟
لجَأتُ لغارِ حبِّكَ في خروجي
ويَرقُبُني العدوُّ وقد خَفِيتُ
تقولُ بضِحْكِ طفلٍ: لا تَخافي
فيُطبِقُ فوقَ معرفتي الصُّموتُ
ولا تَدرِي بأنَّ الحُبَّ نورٌ
بهِ مِن كلِّ شرٍّ قد وُقِيتُ
حماماتُ السَّلامِ بنَت بيوتي
ليُهدَمَ ما بنَتهُ العَنكبوتُ
وأنتَ المسجدُ الأقصى وإنيِّ
مُرابِطةٌ يُحارِبُها الشَّتيتُ
وإنَّكَ لي ولو بعدَ انتقالي
مِن الدنيا وفيها كم شَقِيتُ!
سأَغفو ثمَّ أَصحو ثمَّ تَأتِي
لأَنسَى كم لبِثتُ وكم بَقِيتُ
ونَضحَكُ إذ نُذَكَّرُ ما فعَلنا
وأَذكُرُ ما بحُبِّكَ قد لَقِيتُ
وأَقرأُ كلَّ أشعاري فتَبكِي
وتُخبِرُني بأنَّكَ بي تَموتُ

إيمان الكاشف

ليست هناك تعليقات