ألوان...دريد رزق
ألوان
خلفَ التَّعصُّبِ في الأديانِ إنسانُ
قد راقَه أنَّه للجهلِ قُربانُ
ألستَ سيَّدَ هذا الخَلقِ أم هِبَةٌ
مِنَ الإلهِ جزاها منكَ نُكرانُ ؟
فإنْ تلِقْ بالذي أُوتِيتَ مِنْ لَقَبٍ
فإنَّ ذا بعظيمِ الفضلِ عِرفانُ
فأحسِنِ الخُلْقَ والتَّفكيرَ إنَّ جزا الْ
إحسانِ مِنْ صاحبِ الإحسانِ إحسانُ
فكِّرْ مليًّا لماذا الطَّيفُ في قُزَحٍ
جمالُه يخطِفُ الأبصارَ فتَّانُ
لولا التَّلوُّنُ في الأديانِ ما جَمُلَتْ
إذْ طالما جمَّلَ اللوحاتِ ألوانُ
فكُنْ جميلًا كنُسْكٍ للرَّبيعِ بهِ
شرائعُ العِطرِ والأزهارِ أديانُ
كم لوحةٍ دغدغَت ألوانُها بكَ إع
جابًا وقد أتقنَ التَّلوينَ فنَّانُ
فرُحتَ تُنشِدُ فيها الشِّعرَ أغنيةً
حتَّى تراقصَ إحساسٌ ووِجدانُ
كأنَّكَ البلبلُ الصَّدَّاحُ مِنْ طرَبٍ
والرُّوحُ والقلبُ للمُصغينَ آذانُ
كلُّ المذاهبِ تلقَ الخُلْقَ جوهرَها
في ذاكَ لم يختلفْ إنسٌ ولا جانُ
هل يقبلُ الخُلْقُ بحرًا مِنْ دمٍ وبهِ
هذا الجنونُ برأسِ الشَّرِّ رُبَّانُ ؟؟!!
أرسُوا السَّفائنَ إنَّ الحربَ إنْ كبُرَتْ
أمسَت محيطًا له ذي الأرضُ قِيعانُ
إنُ تنهجُوا منهجَ الأخلاقِ تبدُ لكمْ
بعدَ الضَّياعِ ببحرِ التِّيهِ شُطآنُ
دِينًا تآخَوا وإلَّا لن تُذخِّرَكمْ
حتَّى الشِّتاءِ ولفحِ البردِ نيرانُ
إنَّ الحضارةَ علمٌ شَدَّه خُلْقٌ
كما يُشَدُّ على كفَّيه ميزانُ
سيُطلِقُ الغربُ (جِيمِسْ وِيبَ) مفتخرًا
فما ستُطلِقُ في ذا الشَّرقِ عُربانُ ؟؟؟
يا غربُ أطلِقْ عِنانَ الشَّرقِ يعلُ بهِ
كما علا بكُمُ للعلمِ بُنيانُ
وكلَّ عامٍ وأديانُ الورى خُلُقٌ
وليس في جُعبةِ الأيَّامِ أحزانُ
وفُلُكُ نُوحٍ لكلِّ الخَلقِ مُتَّسِعٌ
يُنجيهِ إنْ يُخفِ وجهَ الأرضِ طُوفانُ
التعليقات على الموضوع