نَبْضِيْ مُحِيطٌ و القَصِيدَةُ زَورقُ ...عُبيدةالكيالي

نَبْضِيْ مُحِيطٌ و القَصِيدَةُ زَورقُ 


أَمْوَاجْ


نَبْضِيْ مُحِيطٌ و القَصِيدَةُ زَورقُ
رُبَّانهُ قَلَـمٌ و حَرفٌ مُشْرِقُ
و شِراعهُ قلبيْ و مِجدافيْ بهِ
فِكْرِيْ و دَفَّتُهُ شُعُورٌ مُشْفِقُ
و علىٰ هديرِ الموجِ تَهْدِرُ أَحـْرُفِيْ
سِحراً بهِ بَحرُ البَلاغةِ يَغرقُ
و علىٰ ضفافِ الروحِ قافيةٌ لهاْ
وحيٌ هموسٌ بيْ و منيْ يُخلقُ
ياْ خائضاً أمواجَ سطريْ لاْ تكنْ
مُتَسرِّعاً فالمَوجُ فيهاْ مُطْبِقُ
و اقرأْ علىٰ صفاحتهاْ وَتريْ الَّذيْ
مِنْ جَرحهِ أَلْحانُهُ تترقرقُ
و اسمعْ إذاْ هَدَأَ المحيطُ حَنينَهُ
أنْصِتْ ففيهِ حِكايةٌ تَتَمَوْسَقُ
عنْ آيةٌ للَّـهِ تَحتَ سَمائهِ
فيهاْ الجمالُ جمالَهاْ كمْ يَعشقُ
عنْ واحةٍ فيحاءَ فيها فُتِّحَتْ
أزهارُ طِفلٍ فِيَّ كمْ يَتَسَلَّقُ
شَوقِيْ و يَحبوْ فيْ نواحي مُهجتيْ
خَطـْوَاهُ تَجْمَعُنيْ و بيْ تَتفرقُ
هوَ ماردٌ لازالَ فوقَ جبينهِ
أفقٌ ملامحهُ بروحيْ تشرقُ
هُوَ موطنُ الأحلامِ و الحلمُ الذيْ
يَحْتَلُّنِيْ و علىٰ سُطوري يَنطقُ
هُوَ مَوْطِنٌ غَرِقَتْ علىٰ أَجْفَانِهِ
أحلامُهُ حَتَّىٰ اضْمَحَلَّ الرَوْنَقُ
وَ اغْرَوْرَقَتْ أَحـْدَاقُهُ بِدِمَائِهِ
فَاحـْمَرَّ فِيْ عَيْنَيْهِ أُفْقٌ أزرقُ
فَتَرَىٰ السَمَاءَ حَبِيْسَةً فِيْ لَوْنِهاْ
وَ كَأنَّهَاْ مِنْ يَومِ حَشْرٍ تُشْفِقُ
ياْ أيهاْ الوطنُ الغريقُ بقهرهِ
قطراتُ دمعكَ منْ بُحورِكَ أعمقُ
قَدْ أَبْحَرَتْ كُلُّ العُصُورِ بِخَدِّهِ
و اشْيَّبَ غَربٌ فِيْ مَدَاهُ و مَشْرِقُ
و رَسَىٰ علىٰ شُطـْآنِ دَمعتِهِ فَتَىٰ ً
كَـ رِمَالِهَاْ صَحراؤهُ تَتَدَفَّقُ
مِنْ مُقْلَةٍ دَمْعَاتُهاٰ لَنْ تَنْطَفِيْ
مَا دَامَ قَلبيْ فيْ يَرَاعِيْ يَخْفِقُ
طُولُ الحَيَاةِ وَ لَيْسَ يَبْرُدُ جَفْنُهاْ
حَتَّىٰ و إنْ وَارَاهُ لَحـْدٌ ضَيِّقُ

عُبيدةالكيالي

ليست هناك تعليقات