نجاة بنسعيد هاشمي....صبري عليك على البعادِ بلاءُ

 

نجاة بنسعيد هاشمي

صبري عليك على البعادِ بلاءُ

صبري عليك على البعادِ بلاءُ
يا هاجري والبعْدُ عنكَ شقاء
قلّي بربِّك ما صنعتُ ولمْ أكنْ
أدْري بأنّ الهجْر منكَ جفاء
ماذا أقولُ لعاذلٍ قدْ لامني
والسُّؤلُ من عينِ العذولِ ريّاء
ماذا أخبِّرُ ناظري وهُو الذي
رام احتواءكَ.. هلْ يجوزُ عزاء؟!
أَنصتْ إليَّ إلى لحاظي كمْ ترى
فيكَ الحياة بهاؤها إمْناء
للقلبِ يهتِفُ عاشقاً متَوسِّماً
بلْ عاتِباً والعيْشُ دونك داء
هلّا سأَلْتَ أماكناً ألِفتْ وجودَك
هلْ يجوزُ بهَجْرها إغواء ؟!
وزهورُ عمرٍ أقنعتْ شدوَ الجوى
ماذا سَتصْبحُ لو يضيعُ رِضاء
هل هكذا يُجزى المُحبُّ ويكْتوي ؟
إن كنتَ شِئْتَ فألْفُ لستُ أشاء
مازلتَ تَحْبو في الغرامِ وإنّني
منْكَ اكتفيْتُ ولا يهُمُّ َعناء
نهرُ المحبَّة مغدقٌ بعطائهِ
ويجوزُ في نهرِ الغرامِ فناء
وتجوزُ غيرةُ عاشقٍ ومتَيَّمٍ
ويُجنُّ فيه العقلُ و العقلاء
أمّا إذا عمدَ الفؤادُ لحكمةٍ
خابَ الجوى واحتَدَّتِ الأَجْواء
هذي وُرودُكَ في يديّ وفي دمي
ومَشاعري في مُقْلَتيْكَ غِناء
فارقُصْ على شعرٍ تعَطَّر عاشقاً
وامْسِكْ بخصْرٍ زادُهُ الإغْواء
لستُ التي تنْساك يا عطرَ النَّدى
عُمْري بدونِك ظُلمةٌ وهَباء
فلمَ البعادُ لم العنادُ لم الجفا
ولم التّنافرُ ..كم يضيعُ سناء !
ويَجفُّ قلبُ الحبِّ دونَ توهُّجٍ
ويموتُ من قحطِ الجوى الشُّعراء
دعْ عنكَ كلَّ ملامةٍ في حبِّنا
ما عادَ ينفعُ في هواكَ دواء

نجاة بنسعيد هاشمي

ليست هناك تعليقات