طلال الحاج يوسف...." ألمٌ و أمل "
" ألمٌ و أمل "
وما لوعةُ المُضنى مِنَ الشوقِ والهوى
وقد يَئِستْ عيناهُ رؤيا الحبائبِ
ولا ألمُ المسلوبِ شيئاً أحبَّهُ
يرى نفسَهُ غاصتْ ببحرِ النوائبِ
ولا وجعُ المطعونِ مِمَّنْ رأى بهِ
صديقًا حميمًا أو أعزَّ الأقاربِ
بأوجعَ منّي يومَ رُحتُ مُفارقًا
بلادًا لها في القلبِ أعلى المراتبِ
بلادي التي كانَ الجمالُ يضمُّها
وينبعُ فيها الخيرُ من كلِّ جانبِ
ألا قاتلَ اللهُ الذينَ سَعَوا بها
خرابًا فصارتْ تنتمي للخرائبِ
لنا أملٌ أنْ تستعيدَ جمالَها
ويُصبحُ فيها العيشُ طُلْبةَ طالبِ
بجيلٍ مِنَ الشُّبانِ لا يعرفُ الأنا
مُروَّى بفكرٍ من نقيِّ المشاربِ
يُحاصرُ أصلَ الدَّاءِ ثُمَّ يُزيلهُ
ويُخمدُ في الأوكارِ مكرَ الثعالبِ
بجيلٍ يرى كلَّ الأمور بعقلهِ
ويُدركُ أنَّ الحربَ لعبةُ كاذبِ
لينهبَ مِنْ خيرِ البلادِ ، و أهلُها
سُكارى بحربٍ بينَ شتّى المذاهبِ
كَرِهْنا مِنَ الألوانِ ما يُشبهُ الدِّما
كرهنا من الأزياءِ زِيَّ المُحاربِ
وَتُقنا لروحِ السلمِ تسكنُ بيننا
وتزدانُ للأفراحِ كلُّ الجوانبِ
لنا أملٌ في ذلكَ الجيلِ إنْ أتى
وإلَّا لَعَمْري تلكَ كُبرى المصائبِ
التعليقات على الموضوع