الشامخ نايف يكتب.. أَدرَكتُ مَا دَوَّنَتهُ الشَّمسُ فِي السُّحبِ
أَدرَكتُ مَا دَوَّنَتهُ الشَّمسُ فِي السُّحبِ
أَدرَكتُ مَا دَوَّنَتهُ الشَّمسُ فِي السُّحبِ
وَمَا تَلَتهُ البِحَارُ السُّمرُ فَوقَ أَبِي
وَرَتَّلَ الصُّبحُ فَينِي سِرَّهُ وَمَضَى
إِلَى الغِيَابِ؛ فَصَارَ الصُّبحُ يُعرَفُ بِي
وَآيَةُ اللَّيلِ طَرفِي لَا يُفَارِقُهَا
بَاتَت بِجَفنَيَّ مِثل الحِبرِ فِي الكُتُبِ
أَسعَى عَلَى مَنهَجِ الدُّنيَا، وَتَعرِفُنِي
عَينُ الأَسَى لَا عُيُونُ الأُنسِ وَالطَّرَبِ.
.
.
عَلَى ضُلُوعِي دُمُوعِي قَطُّ مَا نَزَلَت
فِي الخَدِّ مِن مَبدَأ التَّقدِيرِ وَالأَدَبِ
فَلَا استَطَاعَت يَدُ الأَوجَاعِ مِن كَتِفِي
وَلَا تَمَكَّنَتِ الْأَحزَانُ مِن عَصَبِي
أُخفِي مِنَ الهَمِّ أَطنَانًا، وَمَا عُرِفَت
عَنِّي سِوَى ضَحكَةِ العُشَّاقِ وَالنُّخَبِ
غَلَبتُ صَبرَ السَّمَاوَاتِ الَّتِي عَجِزَت
أَن تَحمِلَ الدَّمعَ مِثلِي دُونَمَا تَعَبِ
إِن لَم تَرَ الصَّبرَ يَومًا، سَوفَ تَعْرِفُهُ
يَقتَاتُ مِنِّي إِذَا طَالَعتَ فِي هُدُبِي.
.
.
مَلَامِحِي بَسمَةٌ حَاشَا تُفَارِقُنِي
(مَا دَامَ رَبِّي مَعِي، عَيبٌ يُرَى تَعَبِي).
أَنَا الرَّبِيعُ الَّذِي استَاءَت حَدَائِقَهُ
فَشِختُ فِيهَا وَمِثلِي لَا يَشِيخُ صَبِي
مَذ جِئتُ لِلأَرضِ وَالأَوجَاعُ تَعرِفُنِي
لِأَنَّنِي يُمَنِيُّ القَلبِ وَالنَّسَبِ
لِأَنَّنِي يَمَنِيٌّ لَا غَرَابَةَ أَن
أَبدُو قَوِيًّا وَكَفُّ الدَّهرِ تَعبَثُ بِي
فَأَخلُقُ العُمرَ مَرَّاتٍ وَتَقتُلُهُ
-مِن بَعدِ رَأْسٍ لِعَينٍ- لَعنَةُ الذَّنَبِ
.
.
قَالَت: وَعُمرُكَ فِي العِشرِينَ؟ ثُمَّ إِذَا
رَأَت فُؤَادِيَ قَالَت: آهَ يَا عَجَبِي!
حَبِيبَةٌ لَا يَكَادُ الحَبُّ يَعرِفُهَا
لَكِنَّهُ يُكرِمُ الأَشوَاقَ بِالحَطَبِ
إِلَيكِ شُدَّت رِحَالِي فَوقَ قَافِلَةٍ
مِنَ القَصَائِدِ فِي صَفحٍ وَفِي عَتِبِ
فَلتَقرَئِيهَا عَسَى الأَبوَابُ تُفتَحُ لِي
فَتحَ السَّلَامَةِ، لَا فَتحًا مِن الكُرِبِ
يَا أُمنِيَاتِي الَّتِي لَحَّنتُ سِيرَتَهَا
خَرِيطَةً كُلُّ مَا فِيهَا عَلَى طَلَبِي،
أَخشَى إِذَا أَدرَكَتنِي-قَبلَ أَن تَصِلِي-
نِهَايَتِي، يَا رَعَاكِ اللَّهُ فَاقتَرِبِي.
التعليقات على الموضوع