دريد رزق...عزف
عزف
تشدو وترقُصُ إنْ عزفتِ الأحرُفُ
وكذا أنا فعلى مَقامِكِ أعزِفُ
والضَّادُ نملؤُها قصائدَ مِنْ رُضا
بٍ والورى تدنو إليه وتغرِفُ
هي هكذا منَّا القصائدُ خمرةٌ
يأتي إليها المُدمِنونَ ليرشُفُوا
جنَّاتُ فاكهةٍ إذا أبصرتَها
تغدُو إليها بالسِّلالِ وتقطِفُ
تصفُ الغرامَ وسحرَه بحصافةٍ
وفصاحةٍ وبلاغةٍ لا تُوصَفُ
فتراكَ في لُجَجِ المعاني غائصًا
فإذا صعدتَ ففي البيانِ تُجدِّفُ
طينٌ وماءٌ عِشقُنا وقصيدُنا
وكأنَّنا بسواهُما لا نُعرَفُ
ديوانُنا بفمِ الزَّمانِ مُدندَنٌ
حيٌّ بمكتبةِ الخلودِ مُؤرشَفُ
فبيانُه يسبي الحِجا إعجازُهُ
ما فاقَه في السِّحرِ إلَّا المُصحَفُ
فهو المَجَرَّةُ والنُّجومُ حروفُهُ
فاحرِصْ على بصرٍ بعينِكَ يُخطَفُ
هذا الذي فعلَ الهوى فاقرأْ لنا
إنْ خِلتَ أنِّي بالتَّفاخُرِ مُسرِفُ
فالشِّعرُ يخرُجُ مِنْ قميصِ حدودِهِ
لمَّا به ريحُ المواجدِ تعصِفُ
ما ضخَّ إعجازًا بقافيتي سوىِ
طرْفٍ به مِنْ بعدِ ربِّي أحلِفُ
سنظَلُّ نُهدي للقريضِ قصائدًا
فيها مِنَ اللمَعانِ ما لا يُؤلَفُ
ولطالما نَهْدُ القصيدةِ عندنا
مثلَ الرَّضيعِ الشِّعرُ منه يلقُفُ
كبُرَ الرَّضيعُ اليومَ وهْوَ بقصرِنا
ملكٌ خُرافيُّ الخزائنِ مُترَفُ
التعليقات على الموضوع