هَمَسَ القريضُ ....مصطفى حامد
هَمَسَ القريضُ
هَمَسَ القريضُ ومـا وَجَدتُ رَوِيَّا
غَــيرَ الّـذي أنكـرتُـمُـوهُ عَـلَــيَّا
أنا لَهـفَةُ الحَـرفِ الّذي لمّا يزل
يَصِـفُ الصّـبابةَ بُكـرةً وعَـشِيّا
ياللـبُــكاءِ وأنتَ أولُ بَســـمَـةٍ
كانت تُكَفـكِفُ مـا ذَرَفْتُ مَـلِـيّا
الحُبُّ في حَرَمِ الفَضِيلةِ ناسِكٌ
ألِفَ السّراجُ بُكـاءَهُ الصّــوفِـيّا
هُو شاعرٌ طِفلُ الحَكايا لم يَجِد
إلّا هُــــوَ العَـشّاقَ والعَـفْــوِيّا
قَلـبٌ خَـلِيٌّ مِـن حُـطامِ حَياتهِ
لـٰكــنّـهُ بالـطُّـــهـرِ كـانَ ثَرِيّا
قَـد أظلَمَت كُلُّ الدّنا مِن حَولِهِ
وتَرَاهُ في حَـلَكِ الظّلَامِ وَضِـيّا
أنا عـابِرٌ تلـكَ الـدّروبَ ولَيـتَمَا
بعـدَ المَـسافـاتِ اقْـتَرَبتَ إلـيَّا
كُلُّ المَـسافـاتِ الّتي مــا بيننا
طُــوِيَت لِنَشرَحَ حُـبّنا العُـذرِيَّا
ثـمّ التَـقَـيـنا والبَــشَائِرُ هـــٰـذهِ
مَسَحَتْ دُمُوعَ الشّوقِ عَنْ جَفنيّا
كَـم أنكَرَتٔ نفسي قَطِيعَةَ وُدِّنا
وأبَى الـوئامُ بأن يَكـونَ قَـصِـيّا
وأَطَلَّ مِـنٔ أقـصايَ قلبٌ مُـدنَفٌ
وَهَبَ الشّطوطَ نَسيمَهَا الصّيفِيّا
ناداكَ عُصفورُ الخَـميلَـةِ أنْ تَرَى
وَجـهَ الصّـباحِ وسَـمـتَهُ المَـلَكِيّا
والـنّـاىُ طَــــوّافٌ بآخِـــرِ أنَّةٍ
عَـذراءَ فاســمَـع لَـحـنَـهُ الأبديا
لو أدرَكُوا وجَـعَ القصيدةِ هـٰذهِ
لَوجَــدتُ نفْسِيَ راضيَاً مَرضِيَّا
لكنَّهُم عَـقَرُوا حُــروفِيَ بَعـدَمَـا
حَـــرَّرتُـهــنَّ عَــرَائِـساً بِيَـدَيَّـا ..
لا عابِسٌ فأخافَ عـاقبَةَ الأسَى
أو ضـاحِكٌ فأرَى الحبيبَ دَنِـيَّا
ما زلتُ أقرأُ في العُيونِ مَلامَةً
عَـنٔ عَـاشِقٍ وَهَـبَ الفَـؤادَ نَقِيَّا
والــحــبُّ يا أللهُ أعــلَــمُ أنّهُ
حَــقٌ وإنْ ظَلَّ الحـنينُ خَـفِـيَّا
أدرَكـتُهُ بالــرّوحِ ، لمّا شَــفَّـنِـي
كشـفَ اللثامَ عَنِ الصّـباحِ نَدِيّا
وَرَسَـمـتُهُ بِـيَـدَيَّ أبهى لـوحـةٍ
كَشَـفَـتْ لقـلـبكَ سِــرَّهُ المَنسِيّا
الآنَ لا وَتَرٌ يَجُـــودُ بِلَـحــنِهِ
إلّا وكُــنتَ بِغُـنـوَتَيـهِ حَــفِــيّا
وافيتَ خلّكَ أو نقضتَ عُهودَهُ
مـازالَ خِـلُّـكَ يستَزِيدُ الكَـيَّـا ..
أبَـدَاً يُسَـطِّرُ في دفاتِرِ شِـعرِهِ
( يا أنتَ ، طِبْـتَ ملاحَـةً ومُحَـيَّا )
مصطفى حامد
التعليقات على الموضوع