بعد منتصف الظلم ...نجاة بشارة

 

نجاة بشارة

بعد منتصف الظلم


لكَ أنْ تقولَ.. تَسَوّلوا وتَباهوا
فالنّاسُ إنْ فَقَدوا النُّهى أشباهُ
والناسُ أوعِيَةٌ تسيلُ بِما حَوَتْ
والنَّهْرُ يَحْمِلُ ما حَوى مَجراهُ
أنا في مقامِ الشِّعْرِ يَعْرِفُني الأُلي
جاهٍ.. ولي بينَ الأكارِمِ جاهُ
طعنوا بهيبةِ أحرفي وَجَلالَها
واللهُ يَقضي ما يَشاءُ اللهُ
سأظلُّ سيدةَ المنابرِ.. إنْ يَكُنْ
لِمَنْ انبرى فوهٌ.. فـَ /لي أفواهُ
يا أيُّها المَحرومُ نَشْوَةَ أحْرُفي
وَرحيقَ شِعْرٍ.. قيلَ ما أشهاهُ
عَرِّجْ على رَوْضِ البيانِ بِدَفْتَري
قُلْ لي بِرَبِّكَ ما الذي سَتَراهُ
سَتَرى مِنَ السِّحْرِ الحَلالِ قصائِدا
ستقولُ ما هذا الذي أقْراهُ..!!
وكأَنَّ هاروتاً هُنا.. وبَقِيَّةً
مِنْ قومِ عَبْقَرَ.. بَعْضَ ما تَلقاهُ
لكِنَّني.. واللهُ يَشْهُدُ.. لمْ أَرُمْ
مَجْداً رَخيصاً.. دارِجاً مَعْناهُ
كَلّا.. ولا يَوماً جَهِلْتُ لِكَيْ يُرى
نَجْمي يُشِعُّ.. وما انْتَحَلْتُ سَناهُ
ذاتِيَّةُ الإشعاعِ كُلُّ قَصائدي
بَحري الشُّعورُ وما رَكِبْتُ سِواهُ
والسيلُ ذاتُ السيلِ بين أصابعي
ويظلُّ إسمي مُشْرِقاً بِمَداهُ
شَمّاءُ في زمنِ العبيدِ ولمْ أَزَلْ
والعاشقونَ لأحرفي قد تاهوا
يا كاتبَ التاريخِ ، سجِّلْ ها هنا
إني لِسانُ بَلاغَةٍ وشِفاهُ
والشِّعْرُ بَعْضُ مَحاسِني.. لَكِنّني
أهواهُ.. دونَ مَحاسِني.. أهواهُ

نجاة بشارة

ليست هناك تعليقات