قصيدة العمرية في مدح الفاروق عمر شعر دمحمد لطفي ليله

قصيدة العمرية في مدح الفاروق عمر


قصيدتي العمرية في مدح الفاروق عمر

أغراك صمتي فنلت السبق يا قلمي
حُزت البلاغةَ والتبيانَ في الكتبِ
ودِدت بالشعر أن أعلولمَرتبةٍ
لكنْ قريضِي لم يدنُ من الرُتبِ
يا سيرةً لا أظنُ الشعرَ ينصفها
فانصاع عجزاً ووهناً بادي السببِ
وإن تنبهت للألفاظِ أوقظها
تفرُخجلَى فلن تقوى على الشهبِ
بأي لفظٍ سَيبدي شارحاً قلمي
قد يعجز القولُ مشدوهاً من العجبِ
أمام سيرة من للعدل منهجه
أعلنت عجزي فالأقلامُ لم تُجبِ
تستشعر النقص أن تسمو لمنزلةٍ
لتُحسِن الوصفَ كي تنجو من العتبِ
أضحى المِدادُ زهيداً دون سيرته
فجئت أرفده بالدُرِ والذهبِ
بفضل عدلك يا فاروق حَيفَهُم
يخِرُّ عجزاً ولا يقوى على الهربِ
يا سيرةً فرّقت ما بين مرحلةٍ
من السكون إلى الإشعاع كالشهبِ
دعا الرسول بخيرٍ أن تُعز به
لُبابة الدين في عزٍ وفي غلبِ
كأن حدس رسولِ اللهِ أخبره
بأنك الليث في الإقدامِ والنسبِ
نهرت أختَك إذ تصبو لطاعتها
أغرى بك الوهمُ من غيٍ ومن كذبِ
قرأت طَه فذاب القلب منفطراً
تزلزل القلبُ مشدوهاً من الرهبِ
هذي لآلئ من سحرٍ يعطرها
قولٌ يَجُلُّ عن التأفيك والكذبِ
هذا عطاءٌ من الرحمن منبعه
فيه شفاءٌ لمرضى النفس من وصبِ
ما كان قول رسولٍ جلَّ قائلهُ
تنَزَّه اللهُ في الألبابِ والكتبِ
قد فجَّرَ القولُ ينبوعاً به نطقت
من الشُعورِ وقولُ الحقِ لم يغبِ
شِيماتك العدلُ والإنصافُ تَنشدها
يأتيك ما يبهرُ الإفهامَ من عجبِ
تبدو النفوس بِرَوحٍ حين تملؤها
سحائب الحق لم تأفل ولم تغبِ
لتمطر الخيرَ والإقساط منتشرٌ
في كل وادٍ يَعمُّ الفضلُ من قُرُبِ
ذخائرٌ من يقينٍ حين تغمرها
منحُ العطاءِ من الرحمنِ فارتقبِ
تُصيبُ من للمعالي نفسه رغِبت
تغلغل الصدقُ في الإدراكِ واللُّبِ
إسلامك الفتحُ نورٌ في توهجهِ
ليجهر الحقُ في شرقٍ وفي غربِ
ما أسعد البيت حين المسلمون أتوْا
يُجاهرون بفضلٍ غير محتجبِ
ما أبهج الدين والفاروق ناصِرهُ
فأشرقَ الحقُ....والخذلانُ في شُعبِ
فرّقت بين ضياءٍ دونه ظُلمٍ
من الضلالِ وجهلٍ عاثَ بالعربِ
أوْدَيْت بالشركِ واستأصلت شوكته
وأُمِّنَ الدينُ من كيدٍ ومن وصَبِ
حباك ربك إلهاماً وتزكيةً
فوافق الوحي ما أبديتَ من سببِ
كذلك الرشدُ إن يأوى بأفئدةٍ
بوافر النورِ فالإلهامُ من عجبِ
فوافق القلبُ لُباً في توهجه
بحِجَةٍوافقت إدراكَ مُحتَسِبِ
يرى بعينٍ همت بالعطف عَبرتُها
لم يحنث العهدَ والميثاق عن أربِ
وحين هاجرت جئت القوم تخبرهم
من رام كأس الردى يسعى على دربي
من يتبع الليثَ في البيداء يُهلكه
ومن سيدنو فلن يسلم من الرعبِ
فما علمنا بقيلٍ جاء يتبعه
تقهقر القوم في ذلٍ ومن رهبِ
سيكشف الزورُ والبهتانُ صاحبَه
ويظهر الفرق بين الصدقِ والكذبِ
وكنت نعم المفَدَّى ناصحاً فطناً
منهاجك الحقُ في التأويل لم يخبِ
وكنت في كلِ خطبٍ خيرَ مؤتمنٍ
تذود عن جوهر الأخلاقِ والعصبِ
أردت للخمر أن تُجتث شأوتها
فجاء وحيٌ وبالتحريم لم يغبِ
كذاك أُلهمت بالأحكام ساطعة
لا يُسأل القلبُ كم أتبعت من سببِ
إن أخلص القلبُ فالأسباب تتبعه
ويدبر الليلُ والأفلاكُ في طربِ
حرصت ألا يكون الجود منقبةً
ومُعصِراتك قد فاقت على السحبِ
أحضرت للجائعين القوت تحمله
أنقذتهم من شفير الجوع والسغبِ
نهيتَ خادمَ أن يحمله من طمعٍ
في رحمةٍ من إلهٍ كاشف النوبِ
أأنت تحملُ عني الوزرَ إن غفلت
عيني عن الناس إن عانوا من اللغبِ
من قال أن رسول الله قد خرجت
منه الحياة وتاه العقل من رهبِ
نادى أبو بكر الصديق يا عُمرُ
محمدٌ بشرٌ في الدين لا تُرِبِ
كنت الوريثَ لخير خليفةٍ شهدت
له المعالي بفخر الجاهِ والرُتبِ
وكنت نِعمَ أمينِ النصح تُؤثِره
بناصع القولِ دون الهذرِ واللعبِ
أتيت باللينِ والصِّديق حلَّ به
قيظٌ من الغيظ مما ارتد من عربِ
فحين شاهدت أن العزم ديدنه
لدرء ما فتن الأعرابَ من شغبِ
أرادوا إلغاءَ رُكن الدين من طمعٍ
فكنت للحق سيفاً خير منتجبِ
فعاد للدين وجهٌ صار مبتسماً
إن أشرق النور لا يخفى من الحُجبِ
مَصَّرت أمصار شتى في البلاد لها
بنود خير رقيٍ فاض بالعجبِ
ولَّيت كل أميرٍ صادقٍ ورعٍ
ولا يهمك طيب الأصلِ والحسبِ
بعثت نورَ الكتائب بالهدى نشرت
فضائل الدين من علمٍ ومن أدبِ
بلغت بالغزو من في الشرق باركَه
كتائب البشر فاشتاقته في الغربِ
قهرت كسرى فلا كسرى له حسبٌ
لم يبق ظلمٌ ودُكت شوكةُ الرهبِ
أنهكت قيصرَ بل مزقت دولته
ممالك العدل لا تُبنى على الكذبِ
نِعم العتاد ضميرٌ جل خالقه
يسري شعاعٌ يحث العزم بالركبِ
وغاية الفقه ما بين الورى نُسجت
بنور صدقٍ وإخلاصٍ لمحتسبِ
عدلت بالحكم والآثار شاهدةٌ
بكل خيرٍ من الوجدان لم تغبِ
ورضي الله عن أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب وجزاه عنا خير الجزاء

شعر دمحمد لطفي ليله

ليست هناك تعليقات