مَنْ لِلْغَريبِ إِذا ما سارَ في التّيهِ....أحمد المنصور العبيدي

مَنْ لِلْغَريبِ إِذا ما سارَ في التّيهِ....أحمد المنصور العبيدي


مَنْ لِلْغَريبِ إِذا ما سارَ في التّيهِ

مَنْ لِلْغَريبِ إِذا ما سارَ في التّيهِ
مِنْ حَيْرَةٍ لِسَبيلِ الرُّشْدِ يَهْديهِ
وَمَنْ لِقَلْبٍ لَهيبُ الْهَجْرِ أَظْمَأَهُ
بِشُرْبَةٍ مِنْ مَعينِ الْوَصْلِ يَرْويهِ
أَرى الْوَفاءَ بِذي الْأَيّامِ قَدْ وَهَنَتْ
قُواهُ وَالْغَدْرُ إِذْ يَلْقاهُ يُرْديهِ
ما عادَتِ النّاسُ تَهْوى مَنْ يُبادِلُها
صِدْقاً وَعَنْها كَما الْمَجْذومِ تُقْصيهِ
أَمّا الْكَذوبُ فَيَسْتَهْوي مَسامِعَها
كَأَنَّما الْقَولُ شَهْدٌ سالَ مِنْ فيهِ
يَسْتَوْحِشُ الْمَرْءُ إِنْ شَطَتْ مَنازِلَهُ
وَنارُ غُرْبَتِهِ في الْبُعْدِ تَكْويهِ
لَكِنَّ غُرْبَتَهُ في الْأَهْلِ قاتِلَةٌ
وَقَبْلَ ميتَتِهِ لَحْداً تُواريهِ
صارَ السَّفيهُ سَعيداً مِنْ سَفاهَتِهِ
أَمّا الْحَليمُ فَإِنَّ الْحِلْمَ يُشْقيهِ
وًصاحِبُ السّوءِ كَمْ باهى بِسَيِّئِهِ
جَذلانَ مُفْتَخِراً لِلناسِ يُبْديهِ
وَذو الصَّلاحِ غَدا مِنْ فِعْلِهِ خَجِلاً
وَعَنْ عُيونِ الْوَرى كَمْ كادَ يُخْفيهِ

أحمد المنصور العبيدي

ليست هناك تعليقات