سلسلة علم البلاغة علم البيان الاستعارة تقديم أماني الزبيدي

القائمة الرئيسية

الصفحات

لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

  لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما قدْ باتَ حبّي واضحاً للنّاسِ وجميعهمْ عرفوا بأنّي هائمٌ والقلبُ من حرِّ البُعادِ يُقاسي فَضَحَتْ شجونُ الليلِ كلَّ مشاعري إذْ باتَ حبّكِ في صدى أنفاسي واستوطنتْ عيناكِ كلَّ قصائدي وملامحُ اسمِك أَفْعَمَت كُرَّاسي لا تسألي هذا السّؤالَ تريّثي أنا في الهوى قدْ قُلِّعَتْ أضْرَاسي كَمْ تسألينَ وتعرفينَ إجابتي لاتضربي الأخماسَ للأسداسِ ماكلُّ مَنْ طلبَ الإجابة جاهلاً بعضُ الجوابِ يكونُ في الإحساسِ عبدالناصر عليوي العبيدي

سلسلة علم البلاغة علم البيان الاستعارة تقديم أماني الزبيدي

 

سلسلة علم البلاغة  علم البيان  الاستعارة  تقديم أماني الزبيدي

علم البيان الاستعارة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معكم من جديد .. ولقاء مع البلاغة
وما اقتطفنا لكم من رياحينها العذبة الندية ..
طرحنا فيما مضى ..
علم المعاني ، ثم علم البيان
والذي تطرقنا فيه الى التشبيه ثم المجاز
واليوم نتصفح معا " الاستعارة "
* تعريف الاستعارة لغة واصطلاحاً
*الاستعارة لغةً :
هي رفعُ الشيء وتحويله من مكان إلى آخر
كأن يُقال:
استعرتُ من فلان شيئاً، أي حوَّلتُه من يده إلى يدي
*أمّا اصطلاحاً :
فهي من علوم البلاغة المُتعلِّقة بعلم البيان أحد فروع علم البلاغة
والتي عرّفها كثير من الأدباء والبلغاء كالجاحظ والجرجاني وكلّ أقوالهم في ما يتعلّق فيها تتلخّص في :
أنَّها استعمال كلمة أو معنى لغير ما وُضِعت به أو جاءت له لوجود شبه بين الكلمتين
وذلك بهدف التوسُّع في الفكرة أو أنّها تشبيه حُذِف أحدُ أركانه
▪︎كقول الشاعر:
"وإذا المنيّة أنشبت أظفارها"
إذ إنّ كلمة المنيّة التي تعني الموت ليس لها أظافر لكنه شبهها بالوحش الذي يملك أظافر وقد حُذِف هنا المُشبَّه به وهو الوحش وطُبّق فنّ الاستعارة باستخدامه كلمة لغير ما نستخدمها عادةً أركان الاستعارة :
الاستعارة نوع من المَجاز اللغويّ في علم البلاغة، وهو يشابه بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي الآخر المختلف والذي تودّ إيصاله الجملة، ويتكوّن مما يأتي:
المُستعار منه: المعنى الأصلي الذي وُضعَت له العبارة أولاً
وهو "المُشبَّه به".
المُستعار له: المعنى الفرعي الذي لم تُوضَع له العبارة أولاً وهو "المشبَّه". المُستعار: أي اللفظ المَنقول بين المُشبَّه والمُشبَّه به،
أو هو وجه الشَّبَه أو العلاقة بينهما. القرينة: هي التي تمنع من إرادة المعنى الحقيقيّ فتغيره، وهي إمّا لفظيّة وإمّا حاليّة تُبيّن الحال،
ومثال ذلك قول الهذليّ:
وإذا المَنِيّة أنشبَت أظفارَها
أبصرتُ كلَّ تميمة لا تنفعُ
شبّه الشاعر المَنِيّة بحيوان مُفترِس له أظافر ..وقد حذف المُشبَّه به هنا والقرينة تمثلت في إثبات الأظافر للمَنِيّة ومن أشهر ما ذُكر في الاستعارة من القرآن الكريم: (وَاشتَعَلَ الرَّأسُ شَيبًا) فالمُستعار منه "المشبه به" هو النار، والمُستعار له "المشبه" هو الشَّيب، والمُستعار "وجه الشبه بينهما" هو فعل الاشتعال.
الاستعارة من حيث اللفظ
يقسِّم البلغاء الاستعارة أيضاً من حيث لفظها إلى:
١- اس تعارة أصليّة: أي أن يكون اللفظ المُستعار اسماً جامداً غير مُشتقّ،
مثل قول الشاعر:
عضَّنَا الدهر بنابه
ليتَ ما حلَّ بنابِهْ
شبه الشاعر هنا الدهر بحيوان مُفترِس، ثم حذف المُشبَّه به ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو العضّ، والدهر اسم جامد مشتق من "دَهَرَ".
٢- استعارة تبعيّة: هي أن يكون اللفظ المُستعار اسماً مشتقّاً، أو فعلاً مثل قول الله تعالى:
(وَلَمّا سَكَتَ عَن موسَى الغَضَبُ)،[ فلفظة (سكت) مستعارة، وهي بدل كلمة انتهى، وقد شُبِّه الغضب بإنسان، ثمّ حُذِف المُشبَّه به وهو الإنسان، وقد رُمِز إليه بشيء من لوازمه وهو السكوت.
الاستعارة من حيث ذكر أحد أطرافها
تُقسَم الاستعارة من حيث ذكر أحد أطرافها إلى:
١- استعارة تصريحيّة:
هي ما ذُكر فيها أو صُرِّح فيها بلفظ المُشبَّه به، ومثاله قول الله تعالى:
(كِتابٌ أَنزَلناهُ إِلَيكَ لِتُخرِجَ النّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ)
فهنا كلمتا الظُّلُمات والنور جاءتا لتدلّان على الضّلال والنور، وهنا جاء المُشبَّه واضحاً لذا هي هنا تسمى استعارة تصريحيّة،
والقرينة حاليّة لأنّها تُفهم من المعنى. وكقول المتنبي أيضًا في وصف سيف الدولة:
وأقبل يمشي في البساط فما درى
إلى البحر يسعى أم إلى البدر يرتقي
ففي هذا البيت، استُعِيرت لفظتا البحر والبدر (وهما المشبه به)، لتدلّا على كرم سيف الدولة ورفعته (وهو المشبه)، فالمشبه أيضًا واضح هنا.
٢-استعارة مكنيّة:
هي التي حُذِف فيها المُشبَّه به ورُمِز له بشيء من لوازمه
كقول الشاعر الخزاعيّ:
لا تعجبي يا سلم من رجل
ضحك المَشيب برأسه فبكى
شبه الشاعر هنا المَشيب وهو (الشَّيب) بإنسان يضحك، وقد حذف المُستعار منه (وهو المشبّه به الإنسان)، ورمز إليه بأمر من لوازم الإنسان أي يرتبط بالإنسان وهو (الضحك).
خصائص الاستعارة
تعتبر الاستعارة صفة من صفات البلاغة وفصاحة القول فهي تعطي معانٍ كثيرة بألفاظ يسيرة وقليلة
ومن خصائصها التشخيص ، وبثّ الحياة في المعنى الجامد لتلوّنه وتمنحه رونقًا جديدًا وتبرز صورًا مختلفة له قد لا تخطر على بال السامع.
إجراء الاستعارة يُقصَد بإجراء الاستعارة تحليلها إلى عناصرها الأساسيّة التي تتألّف منها،
ويشمل ذلك تحديد :
المُشبَّه ، والمُشبَّه به في الاستعارة ، ووجه الشَّبه أو الصفة التي تجمع بين طرفي التشبيه (المُشبَّه والمُشبَّه به)، ونوع الاستعارة،
وكذلك نوع القرينة التي تمنع من وصول المعنى الحقيقيّ،
والمثال الآتي يوضِّح عناصر الاستعارة
إذ يقول ابن المُعتز:
جُمِع الحقّ لنا في إمام
قتل البخل وأحيا السماحا
في البيت استعارتان:
الأولى في قتل البخل .. حيث شُبِّهت كلُّ مظاهر البخل (وهي المُشبَّه)، بالقتل (وهو المُشبَّه به)، يجمع بينهما الزّوال، أما القرينة فهي البخل،
والاستعارة تصريحيّة .. حيث إنّ المُشبَّه به وهو القتل، مُصرَّحٌ به،
أمّا الاستعارة الثانية ففي عبارة "أحيا السماحا"؛ حيث شُبِّه تجديد ما تلاشى من عادة الكرم (وهو المُشبَّه)، بالإحياء الذي هو (المُشبَّه به)، لوجه الشبه في الإحياء بعد العدم،
والقرينة لفظيّة في كلمة السماحا؛ ولأنّ المُشبَّه به وهو الإحياء مُصرَّح به، فالاستعارة تصريحيّة.
وتنقسم الاستعارة إلى مرشحة،
وهي ما ذكر فيها ملائم المشبه به،
نحو: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ ﴾ [البقرة: 16]
فالاشتراء مستعار للاستبدال، وذكر الربح والتجارة ترشيح
معنى المرشَّحة: المقوَّاة.
فقوله تعالى:
﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى ﴾ [البقرة: 16}
وقوله تعالى: ﴿ فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ ﴾ [البقرة: 16]
هذه جملة تقوي الاستعارة.
فالاستعارة ذكرنا أنها في الشراء، والتجارة تناسب الشراء
لأن الرجل يشتري الشيء ليربح فيه، أو ليستعمله في بيته مثلًا، فهذا نسميه ترشيحًا.
يعني: إذا ذكر في الاستعارة ما يلائم المشبه به، سُمِّي ذلك ترشيحًا.
وإلى مجردة ؛
وهي التي ذكر فيها ملائم المشبه
نحو:
﴿ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ ﴾ [النحل: 112]
استعير اللباس لما غشي الإنسان عند الجوع والخوف، والإذاقة تجريد لذلك.
وإلى مطلقة :
وهي التي لم يذكر معها ملائم
نحو:
﴿ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 27]
، ولا يعتبر الترشيح والتجريد إلا بعد تمام الاستعارة بالقرينة .
وإلى مكنية:
وهي ما حذف فيها المشبه به، ورمز إليه بشيء من لوازمه
كقوله تعالى:
﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ﴾
فقد استعار الطائر للذل، ثم حذفه، ودل عليه بشيء من لوازمه، وهو الجَناح، وإثبات الجَناح للذل يسمونه استعارة تخييلية
لأن الذل حقيقةً ليس له جَناح، لكن تخيله كأنه طائر له جَناح، فحذفه، ورمز إليه بشيء من لوازمه
قسمت الاستعارة إلى ثلاثة أقسام:
الأول: ما ذكر فيه ملائم المشبه به، وهذه تسمى مرشحة.
والثاني: ما ذكر فيه ملائم المشبه، وهذه تسمى مجردة.
والثالث: ما خلا عن ملائم هذا وهذا، فهذه تسمى مطلقة.
وكذلك ما ذكر فيها ملائم هذا وهذا؛ لأنها تسمى مطلقة
الفرق بين التشبيه والاستعارة
لا يُستعمَل التشبيه إلّا لغرضه المُستخدَم له في أصل اللغة،
فلا يتغيّر فيه المعنى الحقيقي للجملة والذي نودّ إيصاله للمتلقي،
أمّا الاستعارة فهي تعليق الجملة والتغيير فيها لتصبح على غير ما يجب أن توصله للمتلقي،
فنغير في لفظها ومعناها الحقيقي؛ لذلك فإنّ كلّ استعارة تتضمّن معنى التشبيه، بينما لا يعد كل تشبيه استعارة

أماني الزبيدي

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان