سيِّد الأخلاق ... رفيق سليمان جعيلة السليماني

 

سيِّد الأخلاق ... رفيق سليمان جعيلة السليماني

سيِّد الأخلاق

نورُ الحبيبِ محجَّةٌ بيضاءُ
لا يَعتريها فِتنةٌ ظلماءُ
تهدي الحَيارى في ظلامٍ دامسٍ
فظلامُها كنهارِها وضَّاءُ
قلمي تأنَّقَ عندَما وُلدَ الهُدَى
وَتَجمَّلتْ أوراقيَ السَّمراءُ
أنَّى لمثلي أنْ يُجَلِّيَ حُسنَهُ
قدْ حارَ فكري والبيانُ جَلاءُ
إنِّي نَقشتُ اسمَ الحبيبِ بخافقي
ليزيدَ مِنْ طهرِ الفؤادِ بهاءُ
فوقَ الكمالِ كمالُ حِبِّي مَنزلاً
فقصيدتي في حقِّهِ بَتْراءُ
وقصائدي أنَّى لها ترقى إلى
عليائِهِ، ما أفلحَ الشعراءُ
يكفيهِ أنَّ كتابَ ربِّي شاهدٌ
بعلوِّهِ، هل بعدَ ذاكَ ثناءُ
هذا النَّبيُّ وهديهُ عمَّ الورى
وتنَزَّلتْ لِسِموِّهِ الإسراءُ
انظرْ إلى الحقِّ المبينِ بنجمهِ
يعلو فتخبتُ عندَهُ الأنواءُ
صورُ الجمالِ تَجمَّعتْ في ذاتِهِ
فاحتارتِ الأوصافُُ و الأسماءُ
فالشَّمسُ والقمرُ المنيرُ بِوَصْفِهِ
حازا مقامَ الفخرِ فهو ضياءُ
الشَّمسُ تَجْري في مُحَيَّاهُ هوىً
والبدرُ مِنْ أَلَقِ البَريقِ سَناءُ
قدرُ النَّبيِّ مُعظَّمٌ وموقَّرٌ
يَدريهِ حقَّاً سِدْرةٌ وحِراءُ
جاءَ الوجودَ يَجودُ غيثاً نافعاً
فجميعُنا لِسَخائهِ فُقَرَاءُ
بحرُ العلومِ المُصطفى، مِنْهُ اصطفى
كنزَ المعارفِ للنُّهى الحُكماءُ
في كلِّ نَبْضٍ مِنْ فؤادي هاتفٌ
يحدو بِهِ نحوَ الرَّسولِ لِقاءُ
لكنَّنِي وَا حَرَّ قلبي مُثْقَلٌ
مِنْ جَهْدِ بَيْنٍ فالخُطَى عَثْراءُ
يا سيِّدي! فخرِي وعزِّي أنَّنِي
في رَكْبِ مَنْ دَانَتْ لَهُ الأُمَرَاءُ
يا سيِّدَ الأخلاقِ يا نبعَ الصَّفا
تشدو بحبِّكَ رَوضَتِي الغَنَّاءُ

رفيق سليمان جعيلة السليماني

ليست هناك تعليقات