لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

نَــمْ خَـلِــيَّ الْـبَـالِ

جَــافِ الـسُّـهَــادَ وَ نَــمْ خَـلِــيَّ الْـبَـالِ

لَا بُــــدَّ لِـلإِصْــبَـــاحِ مِــــنْ إِقْـــبَــــالِ

عَـجَـبًـا لِـمَـن لَـمْ يـكـتَرِثْ حَذرَ النَّوَى

أَتُـــرَى جَــمَــادٌ قَــلْـــبُــــهُ أَمْ سَـــــالِ

مَـا نَـفْـعُـهُ يَـقـضِـي الْـحَـيَـاةَ تَـعَـاسَةً

أَسِـفًا، وَ مِـنْ وَلَـــهِ الـصَّـبَــابَـةِ خَــالِ

غَــيـدَاءُ إِذْ خَـطَـرَتْ إلَــيَّ تَـبَـسَّـمَــتْ

تَــرنُــو بِـلَـحْــظٍ، مِـنْـهُ رَشْــقُ نِــبَــالِ

شَـمْـسٌ تَـجَـلَّتْ قَدْ فُـتِـنَـتُ بِـسِحْرِهَا

مَـا بَـيـنَ رُشـدٍ فِـي الْـهَـوَى وَ ضَــلَالِ

خُــودٌ تَـهَـادَتْ، مِـنْ لُـجَـيـنٍ جِـيـدُهَـا

مُــزدَانَــةٌ بِـالْــقُــرطِ وَ الْــخَــلْــخَــالِ

سَـفَـرَتْ فَـبَـانَ الْـبَدرُ حَذوَ جَـبِـيـنِـهَـا

وَ تَــمَـــايَــلَـــتْ فِـــي رِقَّـــــةٍ وَ دَلَالِ

وَ تَــسَــلَّــلَــتْ بِــتَــأؤَدَّةٍ كَـــغَـــزالَـــةٍ

نَـفَـرَتْ مَـخَـافَــةَ سَـطــوَةِ الــرِّئْـبَــالِ

مَـاسَتْ كَمَا الْغُصنِ الرَّهِيـفِ بِخِصرِهَا

مَـيـسَ الــظِّــبَــاءِ بِـقـدِّهَـا الــمَــيَّــالِ

لَــمَّــا تَــهَـلَّـلَ فِـي الـظَّـلَامِ جَـبِـيْـنُـهَـا

فَـلَـقَـتْ دُجَـاهُ، بِـحُـسـنِــهَـا الْـقَــتَّــالِ

فَـسَـأَلـتُـهَـا عَـن إِسـمِـهَـا فَـتـغَـنَّـجَـتْ

قَـالَـتْ : شَـبِـيـهُ الْـوَصـفِ بِـالْآصَـــالِ

إِسـمِـي "غَـرُوبٌ" لَا أَخَـالُ خَــبِــرتَـــهُ

أَصْــلِـي عَــرِيــقٌ طَـــيِّــبِ الْأَنْــسَــالِ

أَعْلَـنْـتُ أَنِّــي مُــغــرَمٌ فِــي حُـــبِّــهَــا

فـتَــبَــسَّـمَــتْ مَـشْـغُـوفَـةً بِـسُـؤَالِــي

يَـا مُـنْـيَـةَ الــرُّوْحِ الْـوِصَــالَ أَرُومُـــهُ

مِـنْ أَجْـلِ قُـرْبِـكِ قَـدْ شَـدَدتُ رِحَالِي

قَالَتْ : فَدُونَـكَ مِن رَحِـيقِ سُـلَافَـتِـي

تُــشْــفَــى مِـنَ الْإِعْــيَــاءِ وَ الْإِعْـــلَالِ

فَـأَجَــبــتُــهَــا إِنَّ الــسُّــلَافَ مُــحَــرَّمٌ

فِـي شَـرعِـنَـا وَ الـدِّيـنُ عِـنـدِيَ غَــالِ

لَـمَّـا رَأَتْ مِــنِّــي الْـبــرَاءَ تَـلَــهَّــفَـــتْ

قَـالَـتْ : عَـفَـافُـكَ زادَ مِــنْ بَــلْــبَـالِـي

فَـاكـتُـمْ هَوَانَـا مَـا اسـتَـطَعتَ مخَافَةً

يُــشــنِــي بِــنَــا لُـكَــعٌ مِــنَ الْــعُــذَّالِ

وَ اقْـصُدْ رَعَـاكَ اللَّـهُ صَـوبَ رُبـوعِـنَــا

قَابِلْ بِــطَـانَــةَ عِـــتــرَتِــي أَخْــوَالِــي

فَـأَبِـي نَـزِيـلُ الرِّمـسِ، دُونَـكَ إِخوَتِي

إِنْ شِـئـتَ تَـحـظَـى بِالْـحَـلَالِ وِصَالِي

قَـلْـبِـي رَؤوفٌ لَــمْ يُــوَغِـــرْ نَــقــمَــةً

إِلاَّ عَـلَـى مَــنْ يَـسـتَـمِــيـحُ نِــكَــالِــي

نُـزِّهــتُ عَـنْ عَــيــبٍ وَ كُـــلِّ دَنـيـئَـةٍ

وَ الْـمُــغـرَمُـونَ تَـهَـيَّـبُـوا لِـجَــمَــالِــي

فَـالْـبَـدرُ خَدِّي، وَ السِّـهَـامُ لَـوَاحِـظِـي

وَ الـشَّـهـدُ رِيـقِي، وَ اللُّجَـيْـنُ حِجَالِي

كَـالـبَّـانِ خِـصرِي، أُقـحُـوانٌ مُـقـلَـتِـي

وَ الْـغُصـنُ قَـدِّي وَ الشُّـمُـوسُ ظِلَالِي

حَــاذِر وُشَــاةً قَـدْ تَـمَـادَى رِجـسُـهُــمْ

لَــمْ يَــصـفُ يَـومًـا مِـنْ أَذَاهُـمْ بَـالِـي

وَ وَلَـجـتُ حُرمَـةَ خِـدرِهَـا مُـتَـسـائِـلًا

أَغَـزالَــةٌ خُـلِــقَــتْ مِــنَ الـصَّـلـصَــالِ

نَـجْــمُ الــثُّـريَّـا غَــارَ مِــنْ أَحْـدَاقِـهَــا

بِـحَــوَاجِـبٍ تَـحـنِــي كَــقَـوسِ هِـلَالِ

فِـي صَـدرِهَـا زَوجُ الـنُّــهُـودِ كَـواعِـبٌ

وَكَـــأَنَّ رُمَّـــانَ الْـجِـــنَــانِ بَـــدَا لِـــي

نَـشَـرَتْ ضَـفَــائِـرَهَـا عَـلَى أَعـطَـافِـهَـا

يَـحـرُســنَ زُغـلـولَــيـنِ دُونَ قِــتَـــالِ

فَـانْـهَـلَّ مَـاءُ الْحُـسـنِ فَـوقَ خُـدُودِهَا

وَ كَـــأَنَّـــهُ خَــــرَزٌ بَــــــدَا،، وَ لَآلِـــــي

جَـادَتْ عَـلَـى قَـلْـبٍ يَـهِـيـمُ صَـبَـابَــةً

بِـالْــوَصــلِ بَــعــدَ تَــأَفُّــفٍ وَ جِـــدَالِ

فَـرَشَـفْـتُ مِـن شَـهدِ الرُّضَابِ بِـثَغرِهَا

قَـطــرًا يَــفِــيــضُ كَـسَـاجِـمٍ هَــطَّـالِ

وَ ضَـمَـمْـتُـهَـا فِي رَأفَـةٍ فَـلَـوَتْ عَـلَـىٰ

كَـتِـفِـي، وَ بَـشَّـتْ فِـي غُـنَـاجِ غَــزَالِ

فَـسَـمـِعـتُ أَنَّــةَ صَـدرِهَـا وَ تـنـهَّــدتْ

وَ كَــأَنَّــهَـا ثَـمُــلَــتْ مِــنَ الـسَّـلْـسَــالِ

لَامَـسْـتُ خَــدِّيْ فِــي وَقَــارٍ خَــدَّهَــا

آهٍ، عَــلَــى تَــقــبِــيــلِ ذَاتِ الْــخَـــالِ

فَـتَـصَـبَّــبـتْ عَـــرَقًـا فَـلَاذَ بِـنَـحـرِهَـا

وَ تَــأَوَّهَــتْ مِــنْ نَــشــوَةٍ وَ مِـــــلَالِ

حـالًا أَشَــاحَــتْ مِـنْ حَـيَـاءٍ وَجْـهَـهَــا

قَـالَـتْ : بَــهَـائِــي مَــضــرَبَ الْأَمْـثَـالِ

هيثم محمد النسور