اللّــهُ الآخِـرُ... بقلم يـحـيـى الـهـلال
اللّــهُ الآخِـرُ
الآخِــريّــةُ، والـبـَـقــــاءُ لـِـربِّــنــا
هـوَ أوّلٌ قـبـلَ الـوجـــودِ، وآخِــرُ
لا شـيءَ قـبـلَ إلـهـِنــا، أو بـعـدهُ
كـلُّ الـخـلائـقِ بـالـهـلاكِ مـُحـاصـَرُ
هـوَ دائــمٌ بـاقٍ بـكـلِّ صـِفــاتــهِ
وجـلالــهِ، وهـوَ الـعـظـيـمُ الـقـاهـرُ
أمـرُ الـخـلـيقـةِ عـائـدٌ لـِجـَنـابــهِ
فهـوَ الـمـُهـيـمـنُ، والحـكيـمُ الآمــرُ
هـوَ غـايــةٌ صَـمـدَتْ إلـيـهِ عـبــادُهُ
فـي رهـبـةٍ، أو رغـبـةٍ، هـوَ نـاصـرُ
هـوَ آخــرٌ فـي كـلِّ وَصـفٍ كــامـلٍ
لـن يـُدركَ الأوصــافَ عـقـلٌ قـاصـرُ
وهُـنـاكَ يــومٌ آخــرٌ، وقـيــامــةٌ
فـيـهِ الـجـمـيعُ إلـى الـنـِّهايـةِ سائـرُ
إمّــا خـلـودٌ فـي الـجـِنــانِ لِـفــائــزٍ
أو في الجحيمِ، يُقيمُ فيها الخـاسرُ
وخـُلـودُهـم بـعدَ الحِـسابِ بِـفـضلهِ
كــرَمًـا، وعَـدلًا جــادَ فـيــهِ الآخــرُ
ولـهُ الـنّـهايةُ في الصّـفاتِ جميعِهـا
ضـاقـَت على فَـهمِ الـكـمالِ بـصـائرُ
أرقـى، وآخــرُ غـايــةٍ بـوجـودِنــا
تـوحـيـدُهُ، صـدحـتْ بـذاكَ حناجـرُ
ذكــرُ الإلـــهِ تـقـرّبٌ، وسـكـيـنــةٌ
في القلبِ، يجني الوصلَ قلبٌ ذاكرُ
فـامـلأْ فـؤادكَ بـالـيـقيـنِ بـحـُكـمـهِ
هـوَ أوّلٌ،، هوَ آخــرٌ،، هـوَ حـاضـرُ
واعـمـلْ بـأسبابِ الحياةِ، ولا تـقـفْ
فـمـُحـرّكُ الأسـبـابِ؛ ربٌّ قـــادرُ
واعـمـلْ بـما أمـرَ الحـكيـمُ بـِشَرعـهِ
فــازَ الـمـُجـدُّ بـمـا عـلـيـهِ؛ يـثـابـرُ
لا تـرتعِبْ مـِن قـوّةٍ مـهـمـا طـغـتْ
يـومـًا عـلى الـبـاغـي تـدورُ دوائــرُ
دُنـيـاكَ مـزرعـةٌ لِأخــرى، فاغـتـنِـمْ
فـالـظـِلُّ يُـسـرعُ بـِالـزّوالِ يُـغـادرُ
ثـمّ الـصـّلاةُ عـلى الـنّـبـيِّ، وآلــهِ
وصـحـابـةٍ، هـمْ سـادتـي، وأُفـاخــرُ
التعليقات على الموضوع