لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

يَا سَـيِّـدَ الْـكَـونَـيـنِ

شُـعَاعُ هَـديِكَ فِي الْأكوَانِ قَدْ سَـطَعَا

وَنُــوْرُ بَـدْرِكَ مِــنْ مِـشْـكَـاتِــهِ طَـلَـعَـا

رَزِيـنُ قَـولٍ حَـصِـيـفُ الرَّأيِ ذُو أَنَـفٍ

حَـبـلُ الـضَّـلَالةِ مِن إِرشَـادِكَ انـقَـطَعَا

بُـورِكـتَ يَا سَـيِّـدَ الْـكَـونَـيـنِ مَـنْـزِلَـةً

فَالصِّدقُ وَالْحِلمُ فِي شِيمَاتِكَ اجتَمَعَا

فَلَـنْ أُمَـجِّـدَ فِـيـمَـا حُـزتَ مِـن شَـرفٍ

فَـالْـعِـزُّ وَالْـجَـاهُ مِنْ إجـلَالِـكُـمْ نَـبَـعَـا

لِحُسنِكَ الشَّمسُ فِيْ الْآفَاقِ قَدْ خَشَعَتْ

وَحَـاتِـمٌ مِـنْ نَـدَى كَـفَّـيـكَ قَـدْ نَـزَعَــا

يَا بَـدرَ تِــمٍّ تَـسَـامَى فِي السَّمَاءِ وَقَـدْ

أَعـلَـى لَكَ اللَّـهُ شَـأْوًا طَـالَ وَارتَـفَـعَـا

لَـمَّا خَـطَـرتَ سَأَلْتُ النَّفسَ فِيْ عَجَبٍ

أَلَاحَـتِ الـشَّـمسُ أَمْ بَـدرُ الدُّجَى لَمَعَا

قَـدْ ارتَقَيتَ مُـتُـونًـا فِي الْـسَّـمَاءِ رِضًا

فَمَا سِـوَاكَ لِـسِدرِ اِلْــمُـنـتَـهَـى طَـلَـعَـا

شَـيَّـدتَ لِلـدِّيـنِ صَـرحًـا رُكـنُـهُ حَـجَرٌ

طُـوبَـى لِـمِنْ كَانَ فِي إِنْـشَـائِـهِ بَـرَعَـا

عَـمَّـتْ بَـشَائِـرُهُ فِي الْأَرضِ وَانتَشَرَتْ

بَلْ مِنْ فَـضَـائِلهِ عَـقـلُ الْـعَـتِـيهِ وَعَى

فَاستُـؤْصِلَ الشِّركُ بِالْإِسلَامِ، مُحتَذيًـا

فِـي نَـهـجِـهِ بَـاتَ كُـلُّ الْـكَونِ مُقتَنِـعَا

لَـحَـتْ قُـريـشٌ وَعَـابَـتْ مِـن مَـآثِــرهِ

تَـبًّـا وَتَـبًّـا لِــمَــنْ فِـي خُـلـقِــهِ قَـذَعَـا

بِالْـحَـزمِ وَالْـحِـلْـمِ رَايَـاتٌ لَـنَـا سَمَقَتْ

وَالْـشَّرقُ وَالْغَربُ للإِيمَانِ قَدْ خَـضَـعَـا

شَـقَـتْ مَـلَائِــكَــةُ الـرَّحـمَـنِ عَـنْ أَثَـرٍ

فِي صَـدرِهِ، كَانَ طِفـلًا حِـيـنَـهَا يَـفِـعَا

سَـلْ أُمَّ مَـعـبَـدَ عَـن نَـعـتٍ بِـهِ نَطَقَتْ

بِـوَصـفِ أَحـمَـدَ لَـيـسَ مِـثلَـهَـا سَجَعَا

وَاسْـتَـفْـتِـهَـا عَـنْ شِـيَـاهٍ كُـلِّـهَا عَجَفٌ

لَـمَّـا عَلَى ظَـهْـرِهَا كَـفَّـيـهِ قَـدْ وَضَـعَـا

فَانـسَـابَ مِنـهَا هَـنِيءٌ طَـابَ مَشـرَبُـهُ

كَـأَنَّـهُ مَـنـهَـلٌ مِــنْ ضِـرعِــهَـا نَــبَــعَــا

طُـوبَـى لِـعَـبـدٍ أَطَـاعَ الـلَّـهَ فِـي ثِـقَـةٍ

وَوَيْـحَ عَـبـدٍ لِـفِـعـلِ الْـمُـوبِـقَـاتِ دَعَـا

يَـا رَبُّ دَارَتْ رَحَـى الْأَيَّـامِ تَـعـرُكُـنِـي

تَسـقِي الْفُـؤَادَ كُؤوسَ الْحُـزنِ وَالْهَلَعَا

قَدْ مَسَّنَـا الـضُّـرُّ جِئـنَـا نَرتَـجِي فَرَجًـا

فِي رَحمَةٍ مِنكَ تَـمحُو كُـلَّ مَـا صُنِـعَـا

فَــلَا سَـبِـيـلَ بِـأَنْ نَـحـتَـاطَ مِنْ زَمَـنٍ

هَـذَا قَــضَـاءٌ بِـأَمــرِ الـلَّــهِ قَــدْ وَقَـعَـا

يَـا حَـامِـلَ الْـهَـمِّ نَـاجِ اللَّـهَ فِي سَحَـرٍ

لَا يَـلْـبَــثُ الْــغَــمُّ إلَّا زَالَ وَانـقَــشَـعَـا

مَــولَايَ إِنَّ زَمَــانِـي كَــــدَّ نَـاصِـيَـتِـي

هَـبْ لِـي بِـبَـابِـكَ يَـا رَبَّـــاهُ مُــتَّـسَـعَـا

يَـا رَبُّ ظِـلُّـكَ مَـأْوَى كُــلِّ مُـقــتَــرِفٍ

فَـاغـفِـرْ لِـعَـبـدٍ ضَـعِـيفٍ تَابَ وَارْتَدَعَا

رَبَّـاهُ أَنـتَ غِـيَـاثُ الْـمُـسـتَـكِـيـنِ فَــلَا

تَــردُدْهُ لِـلـهَـونِ إمَّــا تَـابَ وَارتَــدَعَــا

فَـإنْ صَفَحْتَ فَـعَـنْ حِـلْـمٍ وَمَـكْـرُمَــةٍ

وَإِنْ قَـضَــيـتَ فَـرِفْـقًـا إِنَّــهُ خُــدِعَـــا

قَـضَــاؤكَ الْـعَـدلُ حُــكـمٌ لَا مَـــردَّ لَـهُ

وَأمــرُكَ الْـحَـقُّ أَنْ تَـقـتَـصَّ أَوْ تَـدَعَـا

طَـبـعُ اللَّيـالِـي إذَا ضَاقَتْ جَـوَانِــبُـهَـا

فَلَـنْ تَـرَى فِي رُبُوعِ الْأرضِ مُـتَّـسَـعَـا

يَا لَـيـتَـنِي بِـجِـوَارِ الْـبَـيتِ مُـعـتَـكِـفٌ

أزورُ قَـبـرَ حَـبِـيـبِـي الْـمُصطَفَى وَرَعَا

مُـحَـمَّـدٌ وَخِـيَـارُ الـصَّـحْـبِ فِي حَـرَمٍ

مُـبَـارَكٍ، جَـلَّ تَـقـدِيـسًـا بِـمَـا ارتَـفَـعَـا

يَـا وَيـحَ نَفـسٍ تَـخَـلَّتْ عَن عَـقِيدَتِـهَا

صَارَتْ مَـوَاعِـظُهَـا مِـن حُـمـقِـهَا بِدَعَا

كُــلٌّ تَـبَـنَّـى مِـنَ الـتَّـاريـخِ أُحـجِــيَــةً

فَـبَـدَّدُوا دِيـنَـنَـا مِـن إِفـكِـهِـمْ شِـيَـعَـا

قَـدْ لَاحَـقُـونَـا بِـــوِزْرٍ لَــيـسَ نُـدرِكُــهُ

وَرَابِـطُ الـرَّحِمِ فِـيـمَـا بَـيـنَـنَـا انـقَطَعَا

مَـاذَا أَقُـولُ وَخَطـبُ الدَّهرِ فِي أَثَـرِي

وَلَيسَ مَنْ عَاشَ فِي قَهرٍ كَـمَـن سَمِعَا