مثنى ابراهيم دهام**إنـهضْ**

 

مثنى ابراهيم دهام

إنـهضْ


إنـهضْ فـهـذا ومـيـض الأمـنـيـات بـدا
ومـوكـب الـحـلُم المـأمـول قـد وَفـدا
..
فاتـرك همـومـك إنَّ الأمس مبـتـعـدٌ
واحفـظ مآسيـكَ لا تـشمتْ بها أحدا
..
غـداً سـتـعـلمُ أنَّ الـدهـرَ مـنـقـلبٌ
وسوف يـنـدمـلُ الـجـرح الأبـيُّ غـدا
..
يا من غزلت خيـوط الصبح في أفقٍ
تستـلهمُ الأرض من أضوائـه رَشـدا
..
حـتـماً سيأتي إليك الدهـرُ معـتـذراً
عمّـا مـضى تـائـبـاً يـهـتـزَّ مُـرتــعـدا
..
صَدقتَ ما ينـبـغي للصبـر من فـرج ٍ
وهـكـذا يـصـدق الـرحمـن مـا وعـدا
..
ها أنت رغم الدجى تـرنـو إلى أمـلٍ
تـراهُ ملء المدى يـزهو هـوىً ونـدى
..
رغـمَ الأسى والليالي أنتَ تـرقـبـهُ
رغم السنين التي تمضي بغير هُدى
..
ما زلتَ توقـدُ في الليل البهيم سناً
يُـبـدد اللـيـل يُـذكـي كـل ما خَـمَـدا
..
سيـدبـرُ الـكـرب مـتـبـوعـاً بـخيـبـتـه
ويـستـفـيـق بـآفــاق الـزمـان مـدى
..
إذ يُــزهـر الـصـبــرُ آمــالاً مـنـاديــة ً
ويُـرجـع الـغـدُ للأمس البـعـيـد صدى
..
آتٍ أوانـكَ يـا مَـن خُـضـتَ غـيـهـبــه
دهــرٌ بـأيـامـه ضـاع الـزمـان سُـدى
..
دهـرٌ وما زلـتَ تـحيـا رغـمَ سطـوتـهِ
روحٌ يُــثــبّــتُ في إيـمـانـهِ جَـسَـدا
..
عــزمٌ وصـبــرٌ وأحـلامٌ سمَت كِـبَـراً
ووقـفـة ٌ كالرواسي فـانـهـزامُ رَدى
..
يفيضُ شعري مواويـلاً بـقـافـيـتي
كـأنّـه الـفـجـرُ في أعماقيَ اتّــقـدا
..
لا شكّ من طلب الـغايـات يُـدركها
وقـلّ مـن جـدّ في أمـرٍ ومـا وجَــدا
..
نحن الأُلى نـستحقُّ الـعـز أجـمـعَـهُ
ونـحـتـفي بـالّـذي أوفى وما جَـحَـدا
..
نـغـادر الأمس ما ضجّـت مـواجـعـهُ
ونـرتـقـي فـي مـدارات الـعـلا أبــدا
..
نـبـقى نـفيـض بآفاق المـدى كرمـاً
يُـرخي لنا فوق هامات السحاب يدا
..

مثنى ابراهيم دهام

ليست هناك تعليقات