عبد الحليم الشرعبي** رثاء العلامة العمراني**

 

عبد الحليم الشرعبي.


رثاء العلامة العمراني



عَــلَّامَـــةُ الْيَمَــــنِ الْكَبِيْـــرُ تَرَجَّــــلا
وَعَـــنِ الْبِـــلَادِ فَقَــــدْ نَـأَىْ وَتَـرَحَّـلا
..
وَبِـــــــدُوْنِ إِنْــــذَارٍ يُغَــــــــادِرُ دَارَنَا
وَعَــنِ الْأَحِبَّــةِ قَــدْ أَغَـــارَ وَأَجْـفَــلا
..
لَكِــنَّ قَلْبِــــيْ لَــمْ يُصَــدِّقْ مَا جَـرَىْ
فَـأَتَيْـتُ لِلْعَيْنَيْـــنِ كَــــيْ أَتَوَسَّـــــلا
..
قُوْلِيْ: تَشَابَكَتِ الْحُــرُوْفُ أَوِ الـــذِيْ
كَـــانَ الْمُبَلِّـــغُ لِلنِّهَـــايَةِ أَحْـــــــــوَلا
..
خَـــاطَبْـتُ أُذُنِـيْ رُبَّمَــا لَــمْ تَسْمَعِـيْ
كَـْم مِّــنْ سَمَـــاعٍ لَا يُصَـــــدَّقُ أَوَّلا؟
..
لَكِنَّهُ قَـــــدْ مَــاتَ تِلْــــكَ حَقِيْـقَـــــةٌ
مَا عَادَ يَنْفَـُع مَــا يُقَــــالُ مُفَصَّــــــلا
..
سَلَّمْتُ لَكِــــنْ لَمْ أُقَـــــاوِمْ حَــــالَتِيْ
فَالْحُزْنُ فِيْ قَلْبِيْ أَصَــابَ الْمَقْتَــــلا
..
فَـإِذَا شُعُــــــوْرِيْ تَـائِــهٌ لَا يَهْـتَــــدِيْ
وَإذَا بِإِحْسَـــاسِيْ يَخِـــرُّ مُجَـنْـــــدَلا
..
أَلَــمٌ كَبِيــرٌ قَـــدْ أحَـــاطَ مَشـاعِــرِيْ
وَعَلَى ضَميرِيْ قَــدْ جَثَا وَتَسَلَّــــــلا
..
وَعُتُــوُّ مَأْسَــاةٍ طَغَىْ فِيْ خَــاطِــرِيْ
وَعَلَى شِغَافِيْ قَدْ أَغَــارَ وَأَوْغَـــــــلا
..
وَتَسَاءَلَتْ نَفْسِيْ الْضَّعِيْفَةُ حِيْنَهَـــــا
مَا لِيْ أَرَىْ مَوْتَ الْأَفَاضِلِ أَعْجَـــلا؟!
..
فَأَجَبْتُهَــــا: يَا نَفْسُ كُفِّيْ وَاصْبِـــرِيْ
لَا تَفْتَـحِـيْ أَبَـــدًا كِتَــــــــابًا مُقْفَــلا
..
مَـاذَا أَقُــــوْلُ إِذًا عَــــنِ الْبَحْـرِ الذِيْ
غَمَرَ الْجَمِيْـــعَ مِــنَ الْعُلُوْمِ وَأَسْـبَلا؟
..
سَبَقَتْ فَضَـائِلُهُ الْفَـضَـــائِلَ كُلَّهَــــــا
فَعَلَىْ مُرُوْرِ الْقَـرْنِ كَـــانَ الْأَفْضَــــلا
..
كَمْ مِّــنْ جَهُــوْلٍ جَاءَ يَسْعَىْ نَحْـوَهُ
لَا هَـمّ إِلَّا أَنْ يَــفُـــوْزَ ويَسْــــــــأَلا؟
..
كَمْ مِّنْ فَقِيْهٍ شَارِبٍ مِــــنْ حَوْضِــهِ
وَمِنَ الْمَكَـــارِمِ وَالْصَّــلَاحِ تَمَــــوَّلا؟
..
كَمْ مِـنْ مُحِبٍّ لِلْعُلُــــوْمِ وَأَهْلِهَـــــــا
لَــزِمَ الدُّعَاءَ بِأَنْ يَعِيْـشَ وَيَرْحـــلا؟
..
لَكِنَّــــــــهُ تَـــــرَكَ الْجَمِيْــــــعَ وَرَاءَهُ
وَإِلَىْ رِحَـــابِ اللهِ أَسْــــرَعَ مُقْبِـــلا
..
فَإذا بِأَهْـــلِ الْجَهْلِ صَـــاْرُوْا يُتَّـمـــًا
وَإذا بِأَهْــلِ الْعِلْــمِ صَـــاْرُوْا عُـــــزَّلًا
..

..

عبد الحليم الشرعبي.


ليست هناك تعليقات