براء الجميلي**_ مواكب الموت _
_ مواكب الموت _
مِن سالفِ الدهرِ كمْ طافتْ لنا نُعُشُ
وكمْ حبيبٍ بسِفْرِ الفَقْدِ قد نُقِشُوا
وكمْ لَبِسْنا ثيابَ العُرْسِ أَكْفِنَةً
فدَوحةُ السَّعْدِ فينا ٱغْتالَها العَطَشُ
قد أُدْمِنَ الجرحُ ما عادتْ تُزَلْزِلُنا
مَواكِبُ الموتِ إنْ راحوا وإنْ غَبِشوا
نَسْتَنْسِخُ الآهَ والأَوجاعُ عاصِفةٌ
نُسْقى النَّجيعَ وَ جُنْدُ الهَمِّ قد بَطَشوا
حتى ٱستباحَ سوادُ الحُزْنِ خارطةً
ضَجَّتْ دماءً ووجهُ البُؤْسِ مُندَهِشُ
إذ كمْ تركْنا ضحايانا مُمَزَّقَةً
بلا سُتُورٍ أَديمَ الأرضِ تَفتَرِشُ
حيرى وتَندُبُ ما أَرْدَتْ ضمائرُنا
بلا رَجيعٍ وصوتُ النَّعْيِ يَرتَعِشُ
نَسْتَجْمِعُ الصبرَ إذ لمْ يُبْقِ مِنهُ لنا
نابُ النَّوائبِ رِدْءًا وهْوَ يَنتَهِشُ
قد شَيَّعَ الدَّمْعُ مَن يَحْنو فوا أَسَفي
مَسامِعُ الكلِّ عَنَّا صابَها الطَّرَشُ
بنا الليالي تَوالتْ ألفَ فاجِعةٍ
هلْ يَشبعُ الموتُ مِنّا وهْوَ مُنْتَعِشُ ؟؟
التعليقات على الموضوع