بعد الوفاءِ يضيعُ الطيْبُ والأُصُلُ
كأنما الخير من دنياك يرتحلُ
كم أوجعوك مرارًا حين تذْكُرهم
حبلُ المودةِ من أوهامِهم غزلوا
كم ألبسوك رداءَ الحزنِ عن عمدٍ
والحقدُ من قلبهم في الكونِ ينسدلُ
من فوهةِ الغدر صَبوا السُمَ في جَسَدي
سرَى كأفعى وبالأحشاءِ ينتقلُ
كم أوهمونا بأن الحبَ يقتلهم
شوقا إلينا وفينا البالُ منشغلُ
وأسرجوا الغدرَ أسراباً ليَفْتَرِسوا
ويقتلوا الحلمَ في غدرٍ ويرتحلوا
فإن رأوك صريعَ الموتِ محتضرًا
تهافتوا كذبابٍ غرَّهُ العسلُ
تسطو خناجرهم غلاً علي كبدي
كم أوجعونا، فهل يَدْرونَ ما فعلوا؟
وكم تجرعتُ كاسات الأسى وجعاً
أدمَوْا فؤادي، ومنه الدمعُ ينهملُ
سينثرونك غبرًا بعدما بطروا
وإن تعاتبهم لا ينفع الجَدَلُ
كم أوجعوك وباتوا الليل في مرحٍ
وأنت في كمدٍ بالجمرِ تشتعلُ
هذي العيون بفرط الدمع ما غفلت
ويصرخ الليل آهاتٍ لما فعلوا
ويسألون لماذا الحزن يسكننا؟
ما عادَ قلبي على النكرانِ يحتملُ
لا يألف الحبُ منْ في قلبه مرضٌ
فالشوكُ بالوردِ بالأشواقِ متصلُ
التعليقات على الموضوع