مازن حمزة الأقرع **حكمة الخالق**
حكمة الخالق
لَو تُعمِلِ التَفكِيرَ يا هذا بِحَقْ
لَعَلِمتَ واستَيقَنتَ حِكمَةَ مَنْ خَلَقْ
أنظُر لِنَفسِكَ كيفَ جِئتَ الى الوُجُو
دِ وَكُنتَ في الأرحامِ خَلقاً مِن عَلَقْ
ما كُنتَ في ماضِيكَ مِنْ شَيءٍ سوى
ماءٍ يُراقُ بشهوةٍ عالي الدَفَقْ
في بَطنِ أُمّكَ كُنتَ في كِيسٍ بهِ
فإذا أتى وقتُ المخاضِ لها انفَتَقْ
فأتيتَ للدُنيا سَميعاً مُبصِراً
وكذا نَطَقتَ فكُنتَ أحسَنَ مَنْ نَطَقْ
وانظُر لِعَينِكَ باعتبارٍ ثُمّ قُل
أنّىٰ لمِثلي أنْ يُشاهِدَ بالحَدَقْ
فيرى الجِبالَ الراسِياتِ بكُبرِِها
وَيَرى صِغارَ النَملِ أيضاً أو أدَقْ
وإذا سَمِعتَ فَقَد سَمِعتَ بِعَظمَةٍ
ما دَقَّ للأُذُنَينِ مِن صوتٍ وَرَقْ
وهُناكَ في الأحشاءِ ثَمّةَ خافقٌ
لولا انبِثاقُ الروحِ فيكَ لَما خَفَقْ
فكّر برِزقِ اللهِ كيفَ يَسُوقُهُ
لكَ ربُّنا والعقلُ أفضلَ ما رَزَقْ
فَرُزِقتَ فَهماً للمعارفِ كُلِّها
وكَتَبتَ في شتّىٰ العلومِ على الوَرَقْ
أَوَ ليسَ خَلقُكَ آيةً دلّتْ علىٰ
توحِيدِهِ فلتَعتَبِر ممّا سَبَقْ
التعليقات على الموضوع