ريما كامل البرغوثي(
وهجُ السّرابِ
رحلَ الشبابُ وكل حبٍّ ذابا
هل من يعيدُ لي الشبابَ شبابا
يا أيها العمرُ الشقيُّ خذلتَني
هل أرتجي نحوَ الربيعِ إيابا ؟؟
غربت شموسُ الرّوحِ وانطفأ الهوى
والشمعُ ذابَ وغلّقَ الأبوابا
ذبلت على أيكي طيوفُ براعمي
لما رأت همسَ الرؤى كذّابا
وتشابكت فيها خيوطُ عناكبٍ
شنقت قلوبَ الراعفين عذابا
يا عمرُ خذ ما شئت واترك قطرةً
تروي زهورَ صبابتي أحقابا
وانثر على جرحِ الصِّبا أنسامَها
علّ الجوارحَ تبلغُ الأسبابا
انفضْ غبارَك عن مفارقيَ التي
غامت على كتفِ الحياةِ ربابا
وافسح لأنّاتِ الحنينِ تصاعدًا
لتعودَ في دربِ الإيابِ سحابا
رتّلْ ترانيمَ الجوانحِ دامعًا
فمخالبُ الدّنيا غدت أنيابا
قد كنتَ يومًا سحرَ حلمٍ هائمٍ
شهدًا على ألقِ الحياةِ مُذابا
كجمالِ سحرِ الكونِ كنتَ مُرنِّمًا
روضًا تعتَّقَ وردُهُ خلّابا
واليومَ زال السّحرُ منكفئا به
دربُ الحياةِ ليستحيلَ سرابا
دربُ الرّجوعِ به ظلامٌ دامسٌ
لا أُنسَ ... لا أهلًا... ولا أحبابا
التعليقات على الموضوع