رجاء احمد...الدرس الخامس من دروس العروض بحر الوافر ؛
الدرس الخامس من دروس العروض بحر الوافر ؛
بحر الوافر بحرٌ أحاديُّ التّفعيلةِ يرتكزُ بناؤه على تَكرارِ (مُفَاعَلَتُنْ //ه///ه). وهو بحرٌ واسعُ الانتشارِ سهل الصّياغة والنّظم....
وزن الوافر:
مُفَاْعَلَتُنْ مُفَاْعَلَتُنْ مُفَاْعَلَتُنْ ومثلها في الشطر الثاني مُفَاْعَلَتُنْ مُفَاْعَلَتُنْ مُفَاْعَلَتُنْ....
مفتاح الوافر :
بُحُورُ الشِّعْرِ وَافِرُهَا جَمِيْلُ *** مُفَاْعَلَتُنْ مُفَاْعَلَتُنْ فَعُوْلُ
حشو الوافر :
زُحاف الْعَصْب وهو : (تسكين الحرف الخامس المتحرك) فتصبح به (مُفَاْعَلَتُنْ): (مُفَاْعَلْتُنْ //ه/ه/ه).
عروض بحر الوافر وضربه:
علَّةُ القطف : (سقوط السّببِ الأخير بأكمله من التّفعيلة) وتسكينِ الخامسِ المُتحرّك ، والسّبب الأخير هنا هو (تُنْ) ؛ بذلك تُصبح (مُفَاْعَلَتُنْ) : (فَعُولُنْ//ه/ه). هذه العلّةُ تدخلُ عروض الوافر وضربه دائمًا.....
أنواع بحر الوافر:
يأتي الوافر في الشّعر العربي بنوعينِ، هما :
الوافرُ التام.
صيغته: مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُنْ ومثلها في الشطر الثاني : مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُنْ.
مثال : من قصيدة الخنساء ترثي أخاها صخرا :
يُذكّرني طلوعُ الشّمسِ صخرًا .... وأذكرهُ لكلِّ مغيبِ شمسِ
تقطيع
: يُذَكْ كِرُني/ طلوعُ شَشمْ/ سِ صخرن وأذكرهو/ لِكُلْ لِ مَغي/ بِشَمْسِي
الرموز : //ه///ه – //ه/ه/ه – //ه/ه
//ه///ه – //ه///ه – //ه/ه
مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلْتُنْ فَعُولُنْ مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُنْ.
مجزوء الوافر :
صيغته : مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ في الشطر الأول ، ومثلها في الشطر الثاني
مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ.
مثال :
هي الدّنيا إذا كَمَلتْ
وتمّ سرورُها خَذَلت
تقطيع :
هيَدْدنيا / إذا كملتْ
/ /ه /ه/ه ...//ه// /ه
وتمم سرو / رها خذلت
//ه ///ه .....//ه///ه
مُفَاعَلَتُنْ .. مُفَاعَلَتُنْ
ملاحظة :
الوافر التام : كل تفعيلاته موجودة
الوافر المجزوء : هو ما حذفت عروضه وضربه الأصليان....
مثال : قال الإمام الشافعي رحمه الله :
وكن رجلا على الأهوال جلدا
وشيمتك السماحة والوفاء
الكتابة العروضية : الشطر الأول
وكن رجلنْ /علل أهوا/ لجلدن
//ه ///ه ...//ه/ه/ه ... / /ه/ه
مفاعلَتن/ مفاعلْتن / فعولن
وشيمتكس/ سماحة ول/ وفاء وْ/
//ه///ه ..... //ه///ه ... //ه/ه
مفاعلَتن مفاعلَتن فعولن
تمرين : مقتطفات من قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم( سلوا قلبي )
سَلو قَلبي غَداةَ سَلا وَثابا لَعَلَّ عَلى الجَمالِ لَهُ عِتابا
سلو قلبي/ غداةسلا / وثابا /
//ه/ه/ه......//ه///ه.....//ه/ه
مفاعلْتن / مفاعلَتن /فعولن
لعلل علل / جمال لهو /عتابا
//ه///ه.....//ه///ه......//ه/ه
مفاعلَتن.../مفاعلَتن.../ فعولن
وَيُسأَلُ في الحَوادِثِ ذو صَوابٍ فَهَل تَرَكَ الجَمالُ لَهُ صَوابا
ويُسأل فل/ حوادث ذو / صوابن
//ه///ه...... //ه// /ه ..... //ه/ه
فهل تركل / جمال لهو / صوابا
//ه///ه ... //ه///ه .... //ه/ه
مفاعلَتن / مفاعلَتن / فعولن
...............تمرين
وَكُنْتُ إذا سَألْتُ القَلْبَ يَوماً توُلّى الدّمعُ عنْ قلْبي الجَوَابا
وَكُنتُ إِذا / سَأَلتُ لقَل /بَ يَومن /تَوَلل ددم ع/ عَن قَلب ل/ جَوابا /
//ه///ه .....//ه/ه/ه ...//ه/ه
مفاعلَتن مفاعلْتن فعولن
//ه/ه/ه //ه/ه/ه //ه/ه
وَلي بَينَ الضُلوعِ دَمٌ وَلَحمٌ هُما الواهي الَّذي ثَكِلَ الشَبابا
تَسَرَّبَ في الدُموعِ فَقُلتُ وَلّى وَصَفَّقَ في الضُلوعِ فَقُلتُ ثابا
وَلَو خُلِقَت قُلوبٌ مِن حَديدٍ لَما حَمَلَت كَما حَمَلَ العَذابا
وَأَحبابٍ سُقيتُ بِهِم سُلافًا وَكانَ الوَصلُ مِن قِصَرٍ حَبابا
.........
وَلا يُنبيكَ عَن خُلُقِ اللَيالي كَمَن فَقَدَ الأَحِبَّةَ وَالصِحابا
..........
جَنَيتُ بِرَوضِها وَردًا وَشَوكًا وَذُقتُ بِكَأسِها شهدًا وَصابا
فَلَم أَرَ غَيرَ حُكمِ الله حُكمًا وَلَم أَرَ دونَ بابِ الله بابا
.........
وَكانَ بَيانُهُ لِلهَديِ سُبلًا وَكانَت خَيلُهُ لِلحَقِّ غابا
وَعَلَّمَنا بِناءَ المَجدِ حَتّى أَخَذنا إِمرَةَ الأَرضِ اِغتِصابا
وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
أَبا الزَهراءِ قَد جاوَزتُ قَدري بِمَدحِكَ بَيدَ أَنَّ لِيَ اِنتِسابا
فَما عَرَفَ البَلاغَةَ ذو بَيانٍ إِذا لَم يَتَّخِذكَ لَهُ كِتابا
مَدَحتُ المالِكينَ فَزِدتُ قَدرًا فَحينَ مَدَحتُكَ اِقتَدتُ السَحابا
سَأَلتُ الله في أَبناءِ ديني فَإِن تَكُنِ الوَسيلَةَ لي أَجابا
وَما لِلمُسلِمينَ سِواكَ حِصنٌ إِذا ما الضَرُّ مَسَّهُمُ .....
المطلوب : التدرّب على تقطيع هذه الأبيات الجميلة ، كما فعلت في البيت الأول....
تمنياتي لكم بالتوفيق ، ودمتم بخير
قصيدة ثانية من بحر الوافر....
قصيدة أحمد شوقي في دمشق :
سلامٌ من صَبا بردى أرقُّ ودمعٌ لا يُكَفكِفُ يا دمشقُ
وَمَعْذرة اليَرَاعةِ والقَوافِي جَلَال الرّزْء عـن وصفٍ يدقُّ
وذِكْرَى عن خواطِرِها لقَلْبِي إليك تلفتٌ أبدًا وخفقُ.....
وإلى اللقاء في الحلقة السادسة
التعليقات على الموضوع