الحبُّ المقدَّسُ... قراءة في قصيدة هيثم النسور الناقدة نافلة مرزوق العامر

 

الحبُّ المقدَّسُ... قراءة في قصيدة هيثم النسور  الناقدة    نافلة مرزوق  العامر

الحبُّ المقدَّسُ... قراءة في قصيدة هيثم النسور الناقدة نافلة مرزوق العامر

هالة قدسيّة العرفان

وفيض بريق التّحنان
في
حروف "الشّيحان"
بقصيدته
"الحبُّ المقدَّسُ"
خطى الحداثة
Modernity
على آثار إرث
العقيدة والإيمان
Islamic Doctrine&practices Revival
مع شاعرنا النّحرير
▪️ هيثم محمد النسور
في قراءتي
نافلة مرزوق العامر
تعيا العقول عن احتواء عبق الحرف وفكره
ويسكر الإحساس حين تصدح في الأرجاء معلّقات الشّيحان..
نقف ها هنا مع شاعر جهبذ معاصر ومحدث بشعر ملتزم شكلا وهو مضمونا يعبّر عن فكر ديني إجتماعي إسلامي بإمتياز ،هو فكر متقولب في شعر وجداني مرهف متجذّر في نبض إنساني يستقي نهجه من ثقافة جماعيّة collective culture ليبعثها ثقافة جماعيّة تبقى كقرص الشّمس تطلع كلّ فجر ولا تغيب حتى تصيب من الحياة كبد معانيها.نعم شاعرنا المعاصر بواقعيّته وتوظيفه لأغراض شعره قد إرتأى واقعيّة وواقعا يحيي روح المتلقّي بروح قرآنيَة في أعظم وصاياه (“وبالوالدين إحسانا"الإسراء 23)ألا وهي البرّ بالوالدين وصلة الرّحم!إذا فنحن نقف على عتبة شعر بهالة تشعّ نور التّضامن العائلي والمحبّة الوفاء والتّعاون ذلك النّورالمؤدي إلى خلق الوحدة والإنسجام في البيت الواحد بل في المجتمع الواحد.
حين سئل عن أمّته وكيف يعرفها قال الرّسول الكريم عليه الصّلاة وأرقى السّلام"وبنورهم الذي يسعى بين أيديهم"وكم من نور يشرق من هالة هذا القصيد!نور البرّ والإحسان الرّأفة والتّحنان اللّطف والأمان والصّدقة زاد الزّمان.
وعن العنوان "الحبّ المقدّس”
يحضرني هنا قولان عظيمان يتلاقيان في البعد الفلسفي في هذه التّحفة الشّعرية لتنصع في الأفق وتختال قصيدة من عيون الشّعر الأصيل الأوّل قول جدّنا المتنبّي صانع خمرة الشّعر المتعدّية طاقتها الأزمنة والأمكنة وهو:
"أعيا زوالُك عن محلّل نلته
لا تخرج الأقمار عن هالاتها"
والقول الثّاني يتبع الشّاعر المتفرّد جون ملتونJ.Milton
“Gratitude bestows reverence”
بمعنى أنّ العرفان يستحضر الرّهبة والتّقديس .
لقد شاء شاعرنا انتقاء عنوان بعظمة الطّرح ونقاء التّوجّه فالحب تلك العاطفة الجامعة لكل شعور نبيل وتضحية جليلة وعطاء لا ينضب هو مفهوم شامل يحتوي كلّ علاقة إنسانيّة ولا يقتصر على العلاقة العاطفيّة الحسّيّة بين عاشقين بل هو رباط مقدّس دعت إليه الدّيانات بأمر سماوي وحديث نبوي صريح.
نعم هالةٌ من عرفان نورها يشرق في قصيد من ثلاث قطع شعرية عن ثلاث قطع إنسانيّة تعمر منهم وبهم هذه العصماء
وهمّ :
أب أم وأخ
من يعمر القلب والعقل من فوحهم وتنشأ المعلّقة فيهم موشّحة بحروف من لؤلؤ وجمان مجّتهم أنفاس
إبن بارّ وشاعر جبّار في حرف من محار!
طوبى لأب يقال فيه:
أَمَــدَّ اللَّهُ عَــيــشَــكَ، بِـالـمَـزِيــدِ
مِـنَ الْإِنـعَـامِ وَالْـعُـمْــرِ الْـمَـدِيـــدِ
فَـلَا زَالَــتْ شُـمُـوسُــكَ بَـازِغَـاتٍ
لِـتَـنْـعَـمَ فِي هَنَا الْعَيشِ الرَّغِـيـدِ
يستهلّها بدعاء على الوافر لا عجب فوفرة العمر للأهل مطلب كلّ بارّ تذوّقت عيونه لون حنانهم من أوّل نظرة ملأ بها النّور بؤبؤ العين.وأمّا تشبيه الأب بالشَمس فعظيم لا أعظم منه وهو يغني عن كلّ تشبيه آخر فلولا الشّمس لا حياة!
ولولا سخاء هباتها لنضب نبض الوجود!
وهذا هو ما قصده القول النًّبوي الكريم بحمل النّور في الأيدي هو حمل الطّاعة ونثر عبق العطاء ونشر فضيلة المعطي بل ونشر حسنات العطاء المتبادل بين النّاس ومنهم الأب والإبن.
فالنّور ردّ الجميل وبرّ الوالدين ونشر الفضيلة والأيادي قلم يزرعها على الورق ويحفرها في النّفوس،ويستمرّ شاعرنا يحدّثنا عن أبيه ويقول:
أبي بَـحـرُ الْـمَـكَارِمِ مِنكَ فَخرِي
وَيَـالَـكَ فِي الْمَجَالِسِ مِنْ عَقِيـدِ
فَـمَـا بَـرِحَـتْ رُبُـوعُـكَ عَـامِـرَاتٍ
مَــــلَاذًا لِـلــمُـــرَوَّعِ وَالــطَّــرِيــد
إنّه أبوه لا والده لما في الكلمة من نبرة قرب وكيمياء في علاقة الأب والإبن إنّها سيمفونيّة هارمونيّة عائليّة لله درّه شاعرنامن غوّاص بارع ماهر في أعماق معجم اللّغة ومعانيها يعرف كيف وأيّة مفردة ينتقي في سبكه الجدّي. يصف أباه بالبحر بحر الخصال الحميدة من عمقه ينتشل شاعرنا فخره بأبيه
لا بل ويصف والده بالعقيد وهي درجة عسكريّة راقية فيها قيادة ومن يقود سوى من خرج من معترك الحياة بزبد الحكمة وسموّها! نعم هو القدوة وأثره خطى الأجيال. كلّ ولد بأبيه معجب ومعروف في علم النًّفس أنّ الإبن صورة أبيه ومقلّده :
وَرَأيُـكَ مِـثـلُ نِـبـرَاسٍ مُــضِــيءٍ
عَـطَـاؤُكَ نَـبــعُ إِحـسَــانٍ وَجُــودِ
فَـمَـا عَـقُـمَـتْ أَكُـفُّـكَ مِـنْ سَخاءٍ
وَيَـالَــكَ لِـلـفَـضَـائِـلِ مِـن وَلُـــودِ
سَـخِـيُّ الْـيَـدِّ مَـوفُـورُ الْـعَـطَـايَـا
حَـمَـاكَ اللَّهُ مِنْ عَـيـنِ الْـحَـسُـودِ
أَهَـنـتَ الْـمَـالَ كَـيْ نَـهـنَـا بِـعَيشٍ
وَتَـدفَـعُ نَـكـبَـةَ الـزَّمَـنِ الْـحَـقُـودِ
أَتَـذكُــرُ يَـا أَبِـي إِذْ كُـنـتُ طِـفــلًا
تُـعَـلِّـمُــنِـي وَفَـائِــيَ بِـالْــعُــهُــودِ
سِـنِـينُ الْـعُـمـرِ قَـدْ وَلَّـتْ حَثِيثًـا
وَلَا عِــنــوَانَ لِـلأَمَــدِ الْـبَــعِــيـــدِ
أَلِـفْــتَ الْـكَــدَّ يَـا أَبَـتَــاهُ عُــمــرًا
لِـكَـي نَـنـجُـو مِـنْ الضَّيمِ الكَؤُودِ
سُـقِـيـتُ بِـكَـفِّـكَ الْمَيمُـونِ فَخْرًا
وَمَـا لِـسَـخَـاءِ جُودِكَ مِنْ حُـدُودِ
فَـدُمـتَ عَلَى مَـدَى الْأَيَّـامِ ذُخْـرًا
بِـعَـزمٍ قُــدَّ مِـنْ صَـلْـدِ الْـحَـدِيــدِ
فَـمَـا بَــرِحَ اتِّــزَانُــكَ فِـي وَقَـــارٍ
وَمَـا زَالَـتْ نُـجُـومُـكَ فِي صُعُودِ
لَـعَـمـرُكَ مَا الـصُّقُورُ حَبَتْ غُـرَابًا
وَلَا تُـكْـنَـى الـثَّـعَـالِـبُ بِـالْأُسُــودِ
برع الشّاعر أعلاه وفي باقي قطع القصيد في خلق هالة وحالةما ورائيّة لغويّةparaliguistic بمعنى أنّ تأثير الحرف يتعدّى رسمه إلى صوته نبرته شدّة قوله ودرجة لفظه وهو أمر لا شعوري يأتي بعفويّة خاصّة إن كان الطّرح في ثقافة جماعيّة تنويريّة تستوجب نبرة التّشديد التّكرار الوعظ وغيره في سياق إرشادي ،من هنا قوله (نبراس مضيء )
(إتّزان ووقار)
(ثعالب )(وأسود )وغيرها من تشبيهات ومعاني تستقطب تركيز القارئ وتشدّ ذهنه نحو استنباط الدّرس وحلب العبر وخير فعل شاعرنا في هذا الأسلوب الحكيم والدّرس العظيم.
🔹🔹🔹
ينتقل إلى الأمّ وليس الوالدة والشّرح أعلاه يغنيكم عن تكراره يقول شاعرنا مناديا
ويا لرقّة المناداة !توجّه دمث وتوسّل لمن تكون تحت قدميها الجنّة:
أَيَـا أَمَّـــاهُ بُـــورِكَ مِــنْ مَــقَــــامٍ
حَــبَــاكِ، ازْدَانَ فِـي دُرٍّ نَـضِــيــدِ
جِـنَـانُ الْـخُـلْـدِ مِنْ رِجلَيكِ أَدنَى
وَأَمــــرُ اللَّهِ جَــــاءَكِ بِـالْـمـزِيـــدِ
كيف يدبّ علينا من دالية الأمومة قطاف أحاسيس ونعومة بعذوبة أنوثتها وعطائها اللّامتناهي ،وتبلغ ذروة الوصف حين يشعر بدمعها يروي خدّه إنّها قمَة التّوحد العاطفي ووحدة المصير!:
وَمِنْ شَوقِي إِلَيكِ وفَرطِ وَجْدِي
كَـأَنَّ دَمِـي تَـجَـمَّــدَ فِـي وَرِيـدِي
فَجِـسـمُـكِ وَالْـهُـزَالُ لـهُ شَـقِـيـقٌ
بِـدَمـعِـكِ يَـرتَــوِي وَردُ الْـخُــدُودِ
ومن فرط إعجابه بأمّه وامتلائه بحبّها يكاد يعتبرها خالدة …لا بأس إنّها مبالغة عذبة في الوصف أدبيّة حاذقة:
ولولا أَنَّ مَــوتَ الـنَّـاسِ حَـــقٌّ
لَـقُـلتُ عَـلَـيـكِ مِـن أَهْـلِ الْخُلُودِ
فعلا إن أبلغ الشّعر بمبالغته!
وأعذب القول أبلغه في تطرّفه!
لا تخلو لوحة قصيدنا الفنّيّة من رهافة وصف وخمر حرف رقراق يعزف على وتر الحسّ فيدوّخه كيف لا والأمّ هي نبع الإحساس ورحم المشاعر وأغنية الوجود فها هو يقول:
رَؤُومٌ فِــي حَــنَــانٍ أَرضَـعَـتـنِـي
لُـبَـانَ الْـعِــزِّ وَالْـفِـكـرِ الـسَّـدِيـــدِ
ويتابع موكب الرّحمة مسيره برفقة شهب الحرف الحاني شاقّا عباب الجمال التّعبيري وناثرا شذرات النّغم الحزين فها هو شاعرنا المتأثّر والمؤثّر يوافي الأمّ حقّها في استحقاق فضل بنائه من لحظة الإرضاع وأيّ رضاعةتجرّع !لقد شرب لبن العزّ والوعي نعم هي تلك العلاقة الرَوحيّة غير الناطقة والتّخاطر بين الرّضيع ووالدته ما يحدّد ويوجَه شخصيّة وفكر الإنسان وقد قيل وأثبت علميّا أنّ شخصيّة الإنسان تصقل قبل بلوغه الثّلاثة أعوام.
يستمرّ في رسم قيمة الأمّ التّي تفوق كلّ قيمة في حياة الإنسان لإنّ الأمّ واهبة له سعادة الجوانب النّفسيّة والشّعوريّة وليس المادّية العابرة
وكم من لحظة هناء برفقة ودعم الأم غمرتنا بشعور لا ينسى طعمه مدى الحياة إذ:
على نَـغَـمَـاتِـهَـا أَصـحُـو سَعِيدًا
وَمِـن لَـثَـمَـاتِـهـا قَدْ عِشْتُ عِيدِي
وَيَـكْـفِــي أَنَّـهَـا حَـمَـلَـتـكَ وَهْـنًـا
عَلَى وَهْـنٍ وَجِـئـتَ إِلَـى الْوُجُودِ
وَوَجـهٍ كَـالـغُـصَـيْـنِ يَـلُـوحُ غَضًّا
عَـلَـى صَـفَـحَـاتِـهِ زَهْـرُ الْــجُـرُودِ
وأمّا خبز الأمّ فهوحكاية خالدة لوحده
هفوت إِلَـى رَغِـيـفٍ قَـدْ شَـوَتْهُ
بِــتَــنُّــــورٍ تَـأَجَّــــجَ بِـالْـوَقِـــيــدِ
أنظر الفعل" هفوت" بطاقته العاطفيّة الهائلة وشحنته اللّفظيّة الجاذبة فلخبز الأمّ شوق واشتياق ولهفة تعادل لهفة البقاء وعشق جارف للونه شكله ورائحته قال درويش" أحنّ إلى خبز أمّي"ولم لا فالخبز وطن الحبّ المقدّس !.
مرّة أخرى يعود بنا شاعرنا في فكره الدّيني إلى هالة القدسيّة في هذا الحبّ حيث يقول:
كِــتَـــابُ اللَّهِ بَـارَكَـهُــمْ وَأَوصَـى
فَـإِنْ خَـالَـفـتَ يَـالَـكَ مِن جَحُودِ
فَــلَا تَـنــهَــرهُـمَـا فِـي قَــولِ أُفٍّ
وَصَــايَـا اللَّهِ فِـي الـذِّكـرِ الْمَجِيدِ
نعم شاعر مؤمن بالفعل لا بالقول. وحريّ بالشَهم إخراج الأقوال مخافة يهوي في مستنقع السَفاهة والكذب .صادق فحرفه مسنون لصقل الوصيّة ونقل القيم
لا عجب فمن حمل إرث المتنبّي سيحمل كنوز التّربيّة المتربّصة لمفاجآت التّغيير للأسوأ بالتّصدّي!
🔹🔹🔹
لا
ينسى في الثّالثة قطعة من والديه
وهبها له الله سندا وعكّازا يتّكئ عليهما ساعة عجز …إنّها الأخوة
حيث يقول:
سَأَشـكُــرُ مَـاحَيِّيتُ أَخًـا حَبَانِـي
وَكَـانَ بِـكِـلِّ طَـارِقَــةٍ عَـضِـيـدِي
عَـرَكْـتُـمْ إِخـوَتِـي صِرفَ اللَّـيَالِي
زَجَـرتُـــمْ كُـــلَّ أَفَّــــاكٍ مَــرِيــــدِ
هَـنِـيـئًـا فِي خَـلَائِـقِـكُـمْ وَرِثـتُـمْ
رِبَـاطَ الْـجَـأْشِ مِن بَأْسِ الْجُدُودِ
يبتدئ بالشّكر وهل الشَكر سوى فرع من حمد على النّعم
لا بل فاتحة الدّين ومفتاح اليقين تبتدئ بالشّكر
ودوام النّعم بدوام الحمد!يتأجّج مجاز الشّعر ويلتهب السّطر حين يقول مختتما قلادة العقيان والدّرر قائلا:
وَهُــمْ دِرْعِـي، إِذَا عُـرِّيتُ مِـنـهُـمْ
كَـسَـانِـي الدَّهـرُ فِي وَهْنٍ شَدِيدِ
يا لسحر البيان ورهبةالإستعارة حيث يشبّه الوهن بعباءة تكسوه لولا درع الأخ حاميا .شاعرنا رقيق يبحث عن دفء
ويخشى نوائب الدّهر والضّعف وقلبه منها يهرب مكتسيا درعا من حنان الأخوّة !أسلوبه جاء بلاغيا انزياحيّا فالقارئ ببديهته ينتظر تشبيها صريحا بتقرير عاديّ فيه يقول الشّاعر "بأخوتي كساني الدّهر قوّة "لكنّ المفاجأة المثقلة بعذوبتها جعلته في سبك عكسيّ لم يكلّف نفس القارئ سوى عناء الخطو في سبل جماليّة غير مطروقة أو منتظرة.
هي دروع الأخوّة علاجات للجراح :
جِـرَاحُ الـنَّـفـسِ لَـيـسَ لَـهَا شِفَاءٌ
إِذَا انـدَمَـلَتْ عَلَى قَـذيِ الصّديد
لكن ليس لجراح الجسد بل لجراح النّفس التي تصبح عضالا لولا يشفيها دفء الأخ ويجلي صدأها حتّى لو طغى ران الزّمن عليها!
في هذا البيت تجتمع الحياة بأكملها وتحلّ ألغازها و تتمّ مثاليّتها كيف لا والجراح لاقت بأنفاس الشّقيق علاجها!
كلّ وجع في الجسد فانٍ وزائل إلّا أوجاع الرّوح لو تركتنا لعشنا !نعم صدق شاعرنا في خشيته من جراح النفس حين تندمل على قيح
فهي ساعتها للصّفو والسّعادة قاتلة وإن استمرّ الجسد وتنفّس الصّدر!
وصدق حين وصف علاجا جاء من شريك رحم .
رحمة وتحنان
وحفنات من حنان يكفلون بهجة عيش للإنسان
طرحت أمامنا قصيدة شيحان.

نافلة مرزوق العامر

ليست هناك تعليقات