جارت بجلّق. ... بسام عبدالله قصاب
جارت بجلّق. ...
اضنيت قلبي ولم ابلغ به الاربا ما كان اجمل لو ذا القلب ما رغبا
قد ظلّ يمطلني دهري ويمكر بي
في كل يوم من الايام لي صلة
مع السقام اشكّي الضيق والتعبا
قاسى الانام صروف الدهر في زمن
له وجوه تبدّى حسنها عجبا
فيما البواطن بالآثام زاخرة
كالبحر يزخر بالامواج مضطربا
ناس تروم حطام العيش دون اسى
على المطامح تسمو في العلى رتبا
ما إن جهلت على دهري فأضحكني
والآن ابكي على ما فات منتحبا
صحبت ليلا كأن البدر خاطره
دجاه حبر به الإشراق قد كتبا
ومدقعين على ارض صحبتهم
هم كالعواسل عاقوا كل من عزبا
ما قبّح الله رهطا دونما سبب
حتى استحلّوا اصطناع الشر والكذبا
اشقوا سفاها بأمر عنه قد قصروا
يبغون وصلا لشأو عزّ مطّلبا
يا من لرهط تولّى الجهل محنتهم
ذروا الحياة وخاضوا الهول والكربا
اني عنيت باخبار قد اشتهرت
كالنار في الليل حشّوا جوفها حطبا
تبقى دمشق مدى الازمان حاملة
على ملمّات دهر زفّت النصبا
منها توافد جيش جنده زحفوا
يوم الوقاع توافوا للوغى عصبا
يؤمهم قائد يسمو اذا لقحت
حرب عوان ولا يرتدّ مقتضبا
جارت بجلّق احداث على ملأ
هم آزروا الحقّ حتى شال وانتصبا
ما روضة انف قد صابها مطر
من عارض هطل يهمي لها سربا
او ربوة دوحها حين الربيع زها
تضاحك الشمس منه زاهرا رببا
ارخى اعتلالا من افنان مرتبع
حوّ له بردى قد زايل الهضبا
دع ايّ امر تولّى الناس مبلغه
واقصد مجيدا الى العلياء منتدبا
تلقى المؤمّل قرن الشمس وجهته
ذاك السراج إذا ما نورها احتجبا
هو ابن قوم من الاخيار إن سئلوا
جادوا كغيم همى بالقطر منسكبا
له المهابة في جمع العدوّ كما
ترى الضئؤون شخوص السيد مرتقبا
وفارس الخيل إن كرّ العدى قدما
للروع يدخل فيما غيره اجتنبا
صدم الرماح على درع له التهبت
كما القوادح يوري صدمها لهبا
يمضي كليث الى الاقران يصرعهم
يوفي مناوئه في الملتقى عطبا
ادمى الكماة بشقّ الهام باتره
اخلى الرؤوس الى الاضلاع إن رسبا
يسقي الدماء لعضب غاص منتجعا
جوف المتون من التأمور مختضبا
بحر يفيض على العافين من كرم
يعطي الموالي من الاعداء ما سلبا
يفني السيوف التي تفنى بها مهج
ممّا لديه وللانداد إن ضربا
يا من تعوذ به الاقوام إن غلبوا
لا ترتجي الناس إلّا رأي من غلبا
تسري بليل وإن حالت حنادسه
دون الهدى ليضلّ الركب إن ركبا
كالبدر يفصح عن مكنون مظلمة
في جوشن الليل إن عاينت منتقبا
حيّيت مجدك في شعري فأبلغني
ما قد يرام واولى الشعر ما وجبا
التعليقات على الموضوع