وراء ظهري نجود أبو شهلا

القائمة الرئيسية

الصفحات

لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما عبدالناصر عليوي العبيدي

  لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما لاتسأليني هل أحبّكِ بعدما قدْ باتَ حبّي واضحاً للنّاسِ وجميعهمْ عرفوا بأنّي هائمٌ والقلبُ من حرِّ البُعادِ يُقاسي فَضَحَتْ شجونُ الليلِ كلَّ مشاعري إذْ باتَ حبّكِ في صدى أنفاسي واستوطنتْ عيناكِ كلَّ قصائدي وملامحُ اسمِك أَفْعَمَت كُرَّاسي لا تسألي هذا السّؤالَ تريّثي أنا في الهوى قدْ قُلِّعَتْ أضْرَاسي كَمْ تسألينَ وتعرفينَ إجابتي لاتضربي الأخماسَ للأسداسِ ماكلُّ مَنْ طلبَ الإجابة جاهلاً بعضُ الجوابِ يكونُ في الإحساسِ عبدالناصر عليوي العبيدي

وراء ظهري نجود أبو شهلا

وراء ظهري  نجود أبو شهلا


وراء ظهري

كنتُ صغيرة جدًّا حين اكتشفت الخوف كان الشّبحُ يُطلُّ من النافذة النافذة العتيقة من زجاج وحديد التي نفتح درفاتها بقبضة بيضاوية قضت عليها الحداثة فيما بعد وشوّهت عليل الهواء الذي كانت تنثره الدرفات حين تفتح على مصراعيها كلّ ليلة أرى الشبح فأشيح بنظري نحو الحائط عرفت فيما بعد أنه مخلوق من تنّورة ومنديل أمّي المعلّقين على القبضة في ليلة أخرى يأتي قاتلٌ مأجور من الباب وفيما بعد حيوان كاسر مرة زارتني أفعى برأسين كان النوم يرتعد ويبتعد وكوابيس اليقظة تخنقني كنت طفلة صغيرة حين اكتشفت معنى الاختيار بين المرّ والأمرّ بين النظر للباب وما يدخل منه أو اللّجوء للحائط.. وتخيّل الباب وما يدخل منه! وكنتُ صغيرة حين اخترتُ أن أديرَ ظهري وأعلّقَ عينيَّ على الحائط كنت صغيرة حين اكتشفت الانتظار أنتظرُ نومًا يحميني ممّا يحدث وراء ظهري وكنت صغيرة حين اكتشفتُ أنَّ الأوهام تستطيع سحقنا كحشرة في زاوية! لا تُعدُّ السيناريوهات لانقضاضِ الأشباحِ والقتلة عليّ وأنا طفلة صغيرة أدركتُ باكرًا أيضًا ذلّ الضعف وجبروت القوّة كنتُ أختارُ الهربَ عبر الحائط وانتظار فَرَج النّوم اخترتُ دائمًا أن أديرَ وجهي لمخاوفي كي لا تفترسني فوجدتُ أنّي أرمي نفسي في فم الهواجس والأوهام طريدة سهلة تلوكني ببطء كنت صغيرة جدًا حين آلمني الخوف وأبكاني الانتظار وشتّتني الهرب كنت صغيرة حين مسحتُ دموعي واستدرتُ نحو الباب بعينين جاحظتين أحمي ظهري بالحائط وأحدّق في الآتي ولا يأتي أيُّ شيء مخيف مذّاك وأنا أواجه.


نجود أبو شهلا

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان