يا ساكـنًـا روضَ الـحجازِ جمال أسدي

يا ساكـنًـا روضَ الـحجازِ

يا نـفسُ حِدتُ عَنِ الضّلالةِ فاخـمُدي
فـالــرُّوحُ مــلأى فـــرحـةً بــتَـجَـدُّدي
واعلَـمْ أَيـَا سَـعدي التـعـيسَ بـأَنـَّــنـي
رُمــتُ الــهـدايــةَ مسلــكًـا لـلــسُّـــؤدُدِ
فَـقَـصـائِـدي عنـدَ الأفـاضـلِ شـمــعَـــةّ
تَـهـدي الـحيـارى مـثـلُ نـجـمِ الـفـرقـدِ
مـا كــانَ مِــهـذارُ الــكـلامِ بِـشـيـمَـــتـي
ويَــهــابُ أَوْبـاشُ الـدَّنـاءةِ مَــقــعَــدي
نَــفـسـي وإِنْ عَـصَـفـت ريـاحّ مُجُونِهـا
راحَــت تُــصــيـحُ أيــا ريـــاحُ تـبَــدَّدي
والـقَلـبُ إن دَهَـمَ الـجَـوى لا يَــنـحَـنـي
مَـا يَـشـتَـهـي حُـلـلَ الـخـداعِ وَيـرتَـدي
يـا ربِّ حُــبـُّــكَ فـي الــجـوارحِ نـــازلٌ
ودوامُ ذكــرِكَ فـي الـلّـيالــي مُـرشـدي
قَـولي قَـويمٌ يَـعـتَلـي ظَـهـرَ الـحِـجــى
رَحِــمـي أصـونُ ولا أخـــلُّ بـمَـوعِــدي
وَهَـجـرتُ أَقــرانـي وصَحبـيَ أبـتَــغـي
رُكـــنًــا حَــريــزًا فـي رواقِ الــمَــعـبَـد
أرجــو سـمـاحًـا عـن مَـعاصٍ أَشعـلَـت
قَــلـبي فَـيـَـا نــاري خـلاصًـا واركُــدي
والـضَّـيـمُ يــا مَـولايَ أعــيــا أمَّــتــي
ويَـعَـضُّ مثـلَ الهِجرسِ الـمُسـتـأْسِـدِ
الـنّـاسُ يــا مَـلـكَ الـمـُلــوكِ تـَسومُنـا
هَـونًــا وخـزيًـا في رضوخٍ سَـرمَــدي
يــا رَبِّ هَـل أدّى ثَـــنـــاءَكَ قــائــلٌ؟
فـالـصّفـحَ إن صارَ الثّـنـاءُ بمَقـصدي
فـالكَـونُ يَجـري قَد قبضـتَ زمَـامَــهُ
مـا حــادَ جُـرمٌ عــن مَـسـارٍ مُـرصَــدِ
والــرّوحُ مــا فَـتِـئَـت تُـنـاجي ربَّــهـا
يــا لَـيــتَــنــي قِــنٌّ لأُمِّ الــمَــعــبـَـدِ
كـي أُحسـِنَ الإبـداعَ والـقـولَ الَّـذي
نَـثَرتْ بــهِ دُرَراً بــوَصــفِ مـُـحَــمَّــدِ
يا ساكـنًـا روضَ الـحجازِ ومُهجتي
بك رَغْبَةً تـزكـو النّـفـوسُ وتـهتـدي
سـأَشُـدُّ مـن فوري إِِِليـكَ مَـطِـيَّـتــي
أرجـو السـلامَ لأمَّـتــي والـمـسـجـدِ
فَـاســلـَمْ عـلـيـكَ سَـلامُ ربِّـي دائـِمًــا
نـَلـقـَاكَ يـوم الـجمـعِ عـنـدَ الــمـــورِدِ

جمال أسدي