قِصَّةُ حُبٍّ.. هيثم محمد النسور
قِصَّةُ حُبٍّ..
مَـا لِـلْـهَـوَى-أصْـلُ الْـبــلَاءِ-وَمَـالِـي
فَـدَعِ الْـغَـرَامَ وَنَــمْ خَـلِـيَّ الْـبَــالِ
طُـوْبَـى لِمَـنْ لَـمْ تَـكْـوِهِ نَارُ الْجَـوَى
خَـــالٍ مِــنَ الـتَّــنْـكِــيْــلِ وَالْأِذْلَالِ
لَا شَـيءَ يُـسْـهِــدُهُ ويَـشْـغَـلُ بَـالَـهُ
نَــاءٍ عَـنِ الـتَّـهْـوِيْـمِ وَالْـبـلْـبَـــــالِ
يَـا وَيْــحَ قَـلْـبِـي إِذْ تَعَلَّـقَ ظَـبْـيَــةً
مِنْ بَـعْـدِ أَنْ كَانَ الطَّـلِـيقَ الْخَالِـي
غَـيْـدَاءُ لَـوْ نَـظَـرَتْ إلَـيَّ تَـبَـسُّـمًـا
لَـبَــدَا بِــذَاكَ الـثَّــغْــرِ عِـقْــدُ لآلِي
شَـمْـسٌ تَجَلَّتْ قَـدْ غَدَوْتُ بِسِحْرِهَا
مَا بَـيْـنَ رُشْـدٍ فِي الْـهَـوَى وَضَــلَالِ
خَوْدٌ تَـهَادَتْ مِنْ لُـجَـيْـنٍ جِـيْـدُهَـا
مُـزْدَانَــةٌ بِـالْـقِــرطِ وَالـسِّـلْـسَــالِ
سَـفَـرَتْ فَـبَـانَ الْـبَدرُ حَذوَ جَـبِينِهَا
وَتَــــأَوَّدَتْ فِــي رِقَّــــــةٍ وَدَلَالِ
وَتَـبَـخْـتَــرَتْ مَـزْهُّـوَّةً بِــجَـمَـالِـهَـا
وَرَنَـتْ إِلَـيَّ بِــطَــرْفِـهَــا كَـــغَــزَالِ
مَـاسَتْ فَأذهَلَتِ الْعُيُونَ وَقَدْ مَشَتْ
مَـيْـسَ الْغُصُوْنِ بِـقْدِّهَا الْـمُـخْـتَـالِ
لَـمَّا تَــهَـلَّـلَ فِي الظَّـلَامِ جَـبِـيْـنُـهَـا
فَـلَـقَـتْ دُجَـاهُ بِحُسْـنِـهَا الْـقَـتَّـالِ
وَدُجَى الْلَـيَالِي غَــارَ مِـنْ أَحْـدَاقِـهَـا
وَحَـوَاجِــــبٍ مَـحْنِـيَّـةٍ كَــهِـــــلَالِ
فِي صَـدْرِهَا زَوْجُ الـنُّـهُــودِ تَـطَـافَـرَا
رُمَّـانَـتَـانِ تَـــجَـلَّـتَــــا بِــجَـــــلَالِ
نَشَـرَتْ ضَـفَائِـرَهَـا عَلَى أَعـطَـافِـهَـا
يَـحْـرُسْـنَ -زُغْـلُولَـيْنِ- كَـالـشَّـــلَالِ
فَـسَأَلْـتُـهَـا مَنْ أنْتِ؟! قَالتِ لِي: أنَـا
: أنَـا مَـنْ بَــرَانِـي اللَّــهُ دُونَ مِـثَـالِ
وَاسْمِي"شِفَاءٌ" لِلْـعَلِـيْـلِ إذَا اشْتَكَى
أَصْـلِـي عَـرِيــقٌ طَـيِّــبُ الْأَنْــسَــالِ
أَنَـا كَـالـثُّـرَيَّـا فِي السَّـمَـاءِ بَـعِـيْـدَةٌ
وَيـعُــزُّ يَـا هَـــذَا عَـلَـيْــكَ مَـنَـالِـي
قَـلْـبِـي رَؤوفٌ لَمْ يُــوَفِّـرْ نِــقْــمَــةً
إِلاَّ عَـلَـى مَـنْ يَـسْـتـمِـيحُ نَـكَــالِــي
نُـزِّهـتُ عَـنْ عَـيــبٍ وَكُــلِّ دَنـيـئَـةٍ
وَالْـمُـغـرَمُـونَ تَـهَـيَّـبُـوا لِجَـمَـالِـي
فَالْـوَرْدُ خَدِّي وَالسِّـهَـامُ لَوَاحِـظِـي
وَالشَّـهـدُ رِيـقِـي وَاللُّجَـيْـنُ حِجَالِـي
وَالْـبَـانُ خِصْرِي وَاللَّـيَـالِي مُقـلَـتِـي
وَالرُّمْـحُ قَـدِّي وَالـشُّـمُـوْسُ ظِـلَالِي
جَـادَتْ عَلَى قَـلْـبٍ يَـهِـيْـمُ صَـبَـابَةً
بِـالْـقَـوْلِ بَـعْـدَ تَـمـنُّـعٍ وَمِـطَـــالِ
قَالَتْ : إذَا يَـمَّـمْـتَ يَـوْمًـا صَـوْبَـنَـا
فَـاسْـأَلْ عَــنِ الْأَعْـمَـــامِ وَالْأَخْــوَالِ
وَاقْـصُـدْ رَعَـاكَ اللَّـهُ رَوْضَ رُبـوْعِـنَـا
إِنْ شِئْتَ تَحْظَى بِـالْـحَـلَالِ وِصَـالِـي
وَدَّعْـتُـهَـا بَـعْـدَ إنْـتِـشَـاءِ جَـوَارِحِـي
وَتَـرَكْـتُ يَـسْـرَحُ فِـي اللِّقَـاءِ خَـيَالِي
وَرَجَـعْتُ أَحْـمِـلُ فَـرْحَـتِـي بِـلِـقَائِهَا
وَمَـلَأْتُ مِنْ فَـلَـكِ الْعُـيُـوْنِ سِـلَالِـي
أَحْلَـى الْـمَـوَاسِمِ آذَنَتْ بِـقِـطَـافِهَـا
فَـلْـتَـفْـرَحِي يَا مُـهْـجَـتِـي بِـغِـلَالِـي
فَـالْـحُبُ أجْمَـلُ مـا نَـعِـيْـشُ لِأَجْلِهِ
وَجَـمَـالُـهُ بِـتَـقَـلُّـبِ الْأَحْــــــــوَالِ
عَـــذْبُ الْـهَـوَى مُـتَـأَصِلٌ بِـعَذَابِــهِ
وَعَـــذَابُــهُ وَجُــنُـوْنُــهُ أشْـهَـى لِـي
التعليقات على الموضوع